ماذا تقول لزوجتك ؟
من خلال مشاهداتي لأحوال الكثير من المتزوجين سواء كانوا شبابا او شيبا لاحظت بان هنالك عدد لا باس به منهم يخفي عن زوجته – شريكة حياته – الكثير من امور حياته ، وتجد بعض الرجال الكبار او السيدات يحذرون ابنائهم واقاربهم من البوح للزوجة ، ويخوفونهم من استشارتها ، وهذا امر غريب حقا !!.
بل
يتمادى آخرين فيعترفون بانهم يترفعون عن استشارة زوجاتهم ! ، فتجد الواحد منهم لا
يخبر زوجته بأموره ، فضلا عن ان يستشيرها في قضايا حاضره او مستقبله ، او حتى في
قراراتهم المشتركة دائما لا يعترف فيها بآراء زوجته ، وكأنها ليست شريكة حياته !.
ورأيت
بعض العُزاب يتوعدون الزوجة المستقبلية بالكتمان فيقولون: (المرأة للطبخ والغسيل
والولادة فقط ! ) ، ويزيدون في احكامهم المتطرفة فيقولون: ( المرأة ضعيفة وليست
مكان للاستشارة ، ولو اخبرتها عن امر من امورك ستدمره لك بقلقها ، وقلة عقلها !!)
وغيرها من الافكار الكثيرة التي لو اتبعها الانسان لتحولت حياته الزوجية الى جحيم
، وظلت في مستوى اداء الواجبات فقط !.
ولو
عدنا الى سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم لوجدنا بانه يتحدث مع زوجته ،
ويخبرها عن اموره الخاصة ، ويستشيرها كما استشار الصحابية ام سلمة في عمرة القضاء
، فكانت لها خير استشارة .
ولو
استعرضنا سيرة الكثير من الناجحين لوجدنا بانهم كانوا يستشيرون زوجاتهم في كل شيء
، ويكتبون ذلك بفخر في سير حياتهم التي تزدان بها رفوف المكتبات ، ويقتنيها السائرون
على طريق النجاح كل يوم .
وانا
متأكد بان النساء يختلفون ، فهنالك من اذا اخبرتها بأمرك زادتك قلقا وخوفا وربما
ناضلت لكي تمنعك ! ، وهنالك من اذا استشرتها في امر ظنت ظنونا اخرى ! ، وهنالك من
اذا استشرتها اشارت عليك بخير اشارة ، وتركت لك الراي النهائي لتبارك لك خطواتك .
وسميت
الزوجة (بشريكة الحياة) لكي تكون رافدا لك في حياتك ، تشير عليك ، وتقترح لك ،
وتدعوا لك عن ظهر غيب لتسير ويد الله ترعاك ، وفي ذلك قال المثل: ( وراء كل رجل
عظيم امرأة ) .
حكمة
المقال
الحياة
الزوجية اوسع من الاكل والشرب والنوم .. فشريكة حياتك ليست عدوا لك ، فهي تحب لك
الخير ، وربما وجدت في استشارتها خير يفتح لك ابواب لم تكن تعلم بها .
حمد
الكنتي
تعليقات
إرسال تعليق