روحه حلوة
يُحب الناس بشكل عام الشخص صاحب الروح الجميلة والطلة البهية، الشخص الذي إذا حضر لمجلس غادر الحزن الذي كان فيه، وإذا جاء الى أي مكان اصطحب معه السعادة، يمضي هنا وهناك ترافقه هالات الفرح، وتصاحبه طاقات المرح التي ينثرها بكل الحب على الجميع. ولأن النفوس جُبلت على من يُحسن عليها فإنها أيضا تحب -وهذا من الاحسان- من يدخل السرور والبهجة عليها فالفظ لا مكان له عند الناس، وثقيل الدم يهرب منه الجميع، والعبوس يبقى وحيداً، والمتجهم يخافه الكثير، والمتشائم يفر من أحاديثه البشر، والسلبي يبقى في الأخير لا يعبأ به أحد. والذي علينا قوله إن الروح الحلوة لا تأتي بالتصنع والفراغ، وإنما تخرج من القلوب النقية الصافية البهية، تلك القلوب التي هيأها أصحابها للعطاء الروحي فسكنها السلام الداخلي، تلك القلوب التي وهبها الله وهجاً تَرى انعكاساته شغفاً في عيون الناس، وتَلمح نتائجه في بسماتهم الصادقة. هؤلاء إذا دخلوا الى مجلس لم يستأذن أحد، وإذا حضروا الى مكان تجمهر حولهم الكثير، وإذا تحدثوا أنصت الكل، وإذا تحاوروا آنسوا وأفرحوا وأسعدوا.. يتمنى الكل مجاورتهم، ويتطلع الجميع الى مجالستهم. فطاقتهم الإيجابية تدخ