المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, ٢٠١٣

موسم البكاء

صورة
مع حلول العشر الاواخر من رمضان حان لنا موسم البكاء ولحظات الانين و الحزن والبكاء هو حال الأصفياء دائما، وإن أنين الليل والنهار أقصر طريق إلى الله سبحانه . ولو نتأمل دائما المشترك الدائم بين الانبياء سنجده في البكاء والأنين حيث قال الله تعالى (﴿إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا﴾ . وللدموع مكانة عليا عند الله سبحانه حيث قال في كتابه (﴿وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ ) وحتى ان النبي صلى الله عليه وسلم استعاذ من القلب الذي لا يخشع والعين التي لا تدمع , لأنهما يجسدان صلابة وشدة لا تتوافق مع الروح الانسانية المرتبطة بالله عز وجل في كل احوالها . والقران دائما يصف المؤمنين الربانيين بأنهم بكاءين توابين اوابين ويحذر من اؤلائك الطائشين العابثين حينما قال (﴿فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ . وقد تأكد وقت البكاء في هذه العشر المباركة، وقت التبتل والارتماء بين يدي الله , بين يدي هذا الرب الذي ارحم بنا منا ,

رحمة الزحمة

صورة
في هذه الايام وعندما تخطف قدميك الى أي مكان في مكة المكرمة وخصوصا إذا اقتربت من المنطقة المركزية ستذهل بما ترى من عمل دؤوب وجهد متواصل وسيثمر حتما قريبا . سترى ابنية جبارة , ومرافق تنبض بالإيمان , وملايين من البشر تترى هنا , وتتدفق هناك , وبلا شك فإن هذا التعداد الهائل يحتاج الى مزيد من العناية , وهذا بالضبط ما يتجسد في مكة المكرمة , حيث تجد السواعد الامنية تتعاضد ساهرة لحفظ امن ضيوف الرحمن ولكي يتسنى لهم قضاء اجمل ايام العمر في احضان مكة الامن والأمان . المنظر مذهل جدا , اعداد هائلة بمختلف اللغات , وملايين الوجبات تتناول في وقت ضيق لا يتجاوز الدقائق وفي لمح البرق يتم تأهيل المكان , وكأن شيء لم يكن والمؤذن حينها ينادي حي على الصلاة , في منظر إيماني مهيب . قالوا قديما زحمة مكة رحمة , وصدقوا , فعندما تكون في عمق الطواف وفي شدة الزحام , لا تشعر بالضيق , وإنما ستشعر بالفرحة الغامرة تعانق شغاف قلبك , فالمكان جنة واللحظة راحة وسكينة . حقا هي حفلة ايمانية تدور رحاها في مكة المكرمة , وفي عمق روحانية هذا الشهر الفضيل , فكل الاماكن تعبر عن القداسة , وكل الوجوه تحكي قصص الاشتياق له

سيد البشر

صورة
سيد البشر في حضرته تخشع الكلمات , وتتسابق العبارات نحو مدحه , وينتعش الذهن , وتسموا الروح , وتسعد النفس , ويفرح الوجدان , ويبتهج الجنان , وتبتسم الحياة , فهنا نحن في محراب سيد البشر , قف هنا وتأمل سيرة هذا النبي الأمي , هذا النبي الذي اشتاق لنا , وحن لنا كيف لا والله يقول فيه ( لقد جائكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عندتم , حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم ) فأي شرف لنا بعد ذلك . وقفة صادقة شجية , وخلوة هادئة مع سيرته العطرة , سيرة هذا النبي الذي لا تتم صلاتنا إلا بالصلاة عليه , هذا النبي الذي احبنا وأشفق علينا حينما قال يوم غزوة بدر في ابتهالاته الملحة لربه ( يارب ان تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الارض ) وأي عناية بنا بعد هذا ونحن نستحضر هذه الايام ذكرى بدر . هذا النبي الذي اشتاق لنا حيث قال (   قال : " اشتقت إلى إخواني " قالوا : أو لسنا إخوانك ؟ قال : أنتم أصحابي ، إخواني قومٌ يأتون بعدي يؤمنون بي ولم يروني ) والله وبحق تعجز كلماتي عن وصف حبيبي محمد صلى الله عليه وسلم . هذا النبي الذي يخاف علينا ويسعى للتخفيف علينا ودائما يقول صلى الله عليه وسلم ( لولا أن اشق على ام

تمشي عارية !

صورة
زحمة عائمة تجتاحنا , وصخب جامح يكاد أن يعصف بنا , ابواق صارخة تزأر هنا , وزيف من العهر يعوي هناك , وصراخ ينادي في الاعماق باحثا عن الحقيقة , وأسئلة تترى تحفل بالكثير من الشكوى , وبقايا الم هنا , جنون من الوهم هناك , عقل شارد , وذهن متسائل , ذوات حائرة , ولعبة كبرى تدار من معقل التيه , وكأن التاريخ يعيد نفسه , فهل نحن في صحراء التيه , وإن كان فالى متى , فالصراع الحقيقي يكمن في البحث العميق عن كنه الحقيقة , حتى وإن كانت تمشي عارية امامنا كما قال آرسطوا؟ وإن كنت انا ارى ان الحقيقة تكمن في الخلود الى السلام الداخلي , والذهاب في رحلة كبرى الى اعماق النفس , الى كينونة الوجود , الى معرفة الذات , هنالك في حجر النفس وقبلة الريح , ومواجهة الانا , والدخول في غياهب الوجدان , وتمحيص الذات , فالإنسان كون كبير وعالم آخر , فهو مدينة السلام , وان ترك الحبل لهم لعبوا به ووجوه الى ما يشاءون ليتيه في عوالمهم البائسة , ويركض خلف افكارهم القاصرة , ويلهث خلف كل شيء حتى وان كان لا يمت له بصلة ؟ آخر قطرة هنا الى كل الراكضون خلف الوهم , لا تتعبوا انفسكم فالكون فيكم , وتوهج اللحظة بأيديكم , فلا ي

أنا الانسان

صورة
أنا الانسان مسكين هذا الانسان تهافت عليه الوقت الزمان ,  جموع من البشر يركضون على ارصفة الحياة  , ويواصلون الركض بحثا عن تلك الانسانية الكاذبة التي تضج من الابواق الهالكة . يبدأ حياته متفردا طفلا بريئا , وكلما كبر اغتالت تفرده رموز الشياطين , ليزيد سمك الغشاوة بينه وبين الحقيقة , ويحل على بقايا القلب ران مظلم لا يرى منه شيئا , ويبقى هائما يترنح سائرا في مناكب الارض . هو لا يريد شيئا , هو لا يهوى شيئا , هو بعيد  , هو بريء  , هو قنوع , ودائما تصرخ في اعماقه هذه الجملة فقط , خذوا ما شئتم واتركوا لي انسانيتي احتفظ بها لأحقق استخلافي وأعمر الارض . تجده يقف وحيدا , امام وابل من زيف الابواق , وتهافت سوء النوايا , وبواعث الروائح الكريهة التي تفوح من عهر تلك القلوب الفاسدة , لتشكل سحابة سوداء تمطر عبثا , وتنهمر سوءا وقبحا . وفي الليل يعود مثقل بكل خبايا البشر والمعضلات , والتعب يقتص منه , والوهن يأخذ حصته منه , يبدوا ان الحياة لم تحسن وفادته يوما , انه منهك ومتعب جدا , ويتقهقر على سريره وينام لعله يستيقظ على غد مشرق , قد تغير فيه كل شيء , وتحولت كل الاعاقات الى انطلاقة لا تتوقف حتى

سفراء الحب

صورة
وجه لي صديقي الخلوق عبد الله السليمان دعوة جميلة لحضور تدشين برنامجه (سفراء الحب) الذي سيعرض على خمس شاشات في رمضان أولها قناة  الرسالة وبعدها قناة فور شباب والبقية تأتي . وفي الحقيقة لفت نظري الحضور الرائع , والتفاعل اللافت مع المسابقة التفاعلية التي تكون من خلالها البرنامج , وهذه المسابقة تشجع على تبني فكرة التطوع في المجال الذي يهواه المتطوع وتلك ميزتها بأنها لا تجبر الفرد على سلوك منهج معين , او تضطره الى التطوع في مجال لا يرغبه او ربما لا يعرفه . ومما اذهلني اكثر هي القدرة الفائقة لدى عبد الله السليمان في اكتشافه للفرق التطوعية في كل مكان في مكة وجدة , فوجدت الكثير من الفرق التي تبدع في شتى المجالات الخدمية والتعليمية ولكن ينقصها الجانب الاعلامي وأستطاع السليمان ان يوجد لها نافذة اعلامية كبيرة عبر برنامجه الهادف والمميز سفراء الحب . ومن الجميل جدا لدى السليمان عملية التوافق الجميلة التي صنعها , حيث انه جلب الرعاة , وتعاون مع اكادمية دله التطوعية , واستعان بفريق عمل ذو تقنية متقدمة , وقدم لنا منظومة اعلامية مميزة ومتقنة , لاقت قبولا واسعا لدى الجميع , مما استعدى تبنيا ت