المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, ٢٠٢١

الخير الذي يَغمُرك

صورة
من الطبيعي أن يتأثر البشر بالتقلُبات الاقتصادية كالبطالة وارتفاع الأسعار ومتطلبات الحياة، ولكن من غير الطبيعي أن يفتحوا للتشاؤم قلوبهم! ويتركوا أبواب شخصياتهم ونوافذ ذواتهم مُشرعة أمام ضبابية النظرة السوداء للحياة! لو فكر كل واحد منا بالخير الوفير الذي يغمره والعوالم التي تعمل بانسجام في عمق أعماق جسده دون أمر منه سواء كان ذلك أثناء يقظته أو منامه لما تشاءم ولو لدقيقة واحدة. فمن المفترض أن الكرم الذي أغدقه به ربه - وهو في بطن أمه، ثم توالت عناية الله تغشاه في طفولته رزقاً ولطفاً وتسخيراً وعناية حتى كبُر وألطاف الله تترى عليه- يجعله يُغلق نوافذ التشاؤم ويفتح أبواب التفاؤل على مصراعيها. هذا وأمثاله يدخل لهم الشيطان من مليون مدخل! ومنها: الخوف من الصدمة، والنظر لما في أيدي الآخرين، والكسل عن القيام بأي شيء! وغيرها من المُعتقدات التي يظن صاحبها أنه فتح أبواب الغيب وعرف مصيره فيظل مُتقوقعاً في الدرك الأسفل من عوالم لا تمُتّ للحياة بشيء. قبل أن تتشاءم تذكر الخير الذي يغمرك، تحسس نبضات قلبك، راقب انفاسك وهي تتغلغل في أعماقك، تخيّل الدم وهو ينتشر في كل أرجائك دون أمر منك، تفكر في أعضاء

الفن التائِه في الملامح

صورة
تُسافر بنا الفنون نحو آفاق لا تنتهي، وتُمسك بالجانب الضائع فينا لتأخذنا الى عوالمها البهيجة مساهمة بذلك في إعادة تشكيل الجوانب المبعثرة في أعماقنا.. ولذلك نتسمر واقفين أمام روادها لبرهة من الزمن نشعر فيها بالوحدة رغم زحمة المكان.. نصمت.. ونترك ملامحنا وملامحهم تتحدث رغم الصخب الذي يُحيط بنا وبهم. هي عندما ترسم لم تعد في المكان! وهو عندما يعزف على العود لم يعد هنا! وهذا عندما يشرع في إلقاء قصائده فقد فرقنا المكان! وذاك عندما ينكب على دفتره ليكتب لم يصبح معنا في المكان! بالفعل وبمجرد أن ينطلق رواد ورائدات الإبداع في رسوماتهم وعزفهم وكتاباتهم فهم حتماً قد غادروا الواقع الحي نحو عالم الخيال وسافروا عن عالم الوعي الى عوالم التجلي، ومضوا من اللحظة الحقيقية الى عوالم الإلهام التي تغيب عنهم فيها الأصوات لتغدوا ملامحهم مختلفة، وتبدوا عيونهم شاخصة يحدقون بها بعيداً نحو متعة الحياة. يدغدغك العازف بمعزوفة تدهش كل شيء فيك، وعندما تنظر اليه تراه يسكن في باحة التركيز ولا ينظر إليك، بل إنك سترى تعددية المشاعر تظهر تباعاً على وجهه، وعندما تتمعن أكثر في ملامحه ستجد ان هذا الذي كان في حالته الطبيعي

ألف موعد!

صورة
بعضنا يمكنه الانشغال بأيّ شيء يبعده عن ذاته فيتابع الأخبار على مدار الساعة وكأنه سياسي محنك! وينشغل بجميع قضايا الخلق وكأنه وصيّ على البشرية! ويهتم بأخبار القريب والغريب القاصي والداني ويتحدث عن أخطاء الآخرين الى آخر تلك التصرفات التي تجعله أبعد ما يكون من نفسه. نحتاج أن نعرف بأننا بشر محدودين بحواسنا أياً كان عددها، ومرتبطين بوقت محدد بأربع وعشرين ساعة في اليوم والليلة، وهذا يعني بأن قُدراتنا محدودة ولسنا مسؤولين عن تغيير العالم، وبناء عليه فإن علينا النظر لما في أيدينا والعمل به وعليه.. وليس الانسحاب والركض خلف عوالم لا تُضيف لواقعنا أي مزيّة بل إنها تسحب طاقاتنا وتضيع أوقاتنا. فالانهماك في قضايا العالم التي لا نستطيع ان نُغير فيها شيء يستهلكنا، والحل عندنا بالعودة لذواتنا التي تحتاج منا الكثير من العمل والتطوير، فلو عاد كل منا الى صوابه وتأمل نفسه لوجد أن الأيام والليالي لا تكفيه في العمل على تطوير قدراته، وتحسين مهاراته، وانعاش علاقته، وترتيب أولوياته، وتحديد أهدافه، ورسم غاياته، وغيرها من المهام العاجلة وغير العاجلة التي يتطلبها واقعه إن أراد أن يصل الى حيث يجب أن يكون. وكلم

الأنثى التي نُريد! #حمد_الكنتي

صورة
في فترة الشباب يتطلع الكثير من الشباب والبنات الى التعارف على عوالمهم المختلفة وبدون أي فلترة في الاختيار! فتجدهم يسيرون بسرعة عالية نحو السباق الفضولي الذي يتطلعون فيه الى فك شفرات بعضهم البعض، ويتربصون فيه الى لحظة الاقتراب أكثر فأكثر! بدون وعي منهم لمخاطر كل ذلك. فمنذ أن تتفجر فيهم طاقة الحياة، ويتحولون من أطفال الى شباب وبنات يشرعون في التعامل مع أسرار ومفاجآت الجسد وأسئلة الفكر وتطلعات غرائز الرغبة، وغيرها من اللحظات الجديدة التي تغشى حياتهم، وتجعلهم يحاولون استعراض أجسادهم أمام الجنس الآخر ظناً منهم أن جمال الجسد والشكل هو أهم مفتاح للوصول. ولكن كلما كبروا في العمر كلما ضاقت دائرة الأنثى التي يريدون بسبب نقاط التفتيش التي تضعها الحياة في طريقهم، والموانع التي يضعها أهاليهم أمامهم! ليتفاجؤوا حينها  بأن الأمر لا يتعلق بتعارف أنثى أو ذكر بقدر ما يرتبط بمفاتيح أخرى مثل: "النسب، والجهة، واللون، والمستوى المادي، والعمر، ووجود تجربة سابقة من عدمها" وغيرها من العراقيل التي لا تنتهي! والتي غالباً تُصيب الشباب والبنات بصدمة تجعلهم يُعيدون النظر في مستقبل الارتباط. نعرف جميع

تنتهي المنافسة ينتهي الصراع!

صورة
  تزداد نار المنافسة كل يوم بين الكثير من الناس في الكثير من المجالات، فكل مجموعة تتقوقع في أي مكان ستنشأ بينهم منافسة سواء كانت شريفة أو وضيعة.. وترتكز هذه المنافسة على الرغبة في تحقيق المعنى عند أصحابها، والوصول الى مستويات أعلى، وتحقيق أرباح مادية أكثر، وغيرها من الغايات التي لا تنتهي. وتقف إيجابية هذه المنافسة أو سلبيتها على هل كونها خرجت من عقلية الندرة التي يعتقد صاحبها بأن العالم خالٍ من الفرص! ضيّق الخيارات! وبالتالي فإنه إذا لم يحصل على ما يريد سيفوته القطار، وستضيع عليه الفرص.. ولكي يعيش يجب أن يموت الاخرين! أو يذهبوا الى أماكن بعيدة عنه! أو على العكس تماماً كأن تخرج من عقلية الوفرة التي يرى صاحبها بأن العالم مليء بالفرص التي لا تنتهي، وأن القمة تسع للجميع، وأن الخيارات واسعة، وأن رزق الله يفيض على الكون أضعافاً مضاعفة، وحصة كل شخص من عطايا الله مضمونة، فلا أحد سيقطع رزق أحد، ففضل الله يعم الجميع.. ومن يفكر بهذا التفكير سيتعاون مع الجميع، وسيقدم للكل ما يستطيع من خدمات تعود بالنفع على الجميع. وتعرفهم من كلماتهم وأفعالهم فتجد أن صاحب عقلية الندرة يُكرر كلمات مثل: (لا تعط