المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠٢١

الجوهرة ماما سكتُ بنت أباه في ذمة الله #حمد_الكنتي

صورة
انتقلت الى رحمة الله والدة الجميع ماما سكتُ بنت أباه عليها رحمة الله، ودفنت في مقبرة البقيع المبارك بعد أن صلى عليها الجميع صلاة الظهر في المسجد النبوي الشريف. وكانت في حياتها تحتوي رحمها الله على خصال نادرة وفضائل آسرة، فقد كانت تطعم المسكين، وتأوي الضعيف، وتمد يد العون للجميع، وكان شغلها الشاغل كل يوم يكمن في العطاء، فبابها مفتوح، وفضلها ممدوح، وقلبها منشرح للكل، وكرمها يعم القريب والبعيد. وكانت لديها عادة سنوية قل من يقوم بها، وهي تحجيج العديد من النساء الضعيفات ونقلهن من المدينة المنورة الى مكة والبقاء معهن حتى يتممن حجهن، رغم ما في ذلك من تعب وسفر ونصب، إلا أنها تتجاوز كل تلك الصعاب، وتزيل الهضاب لتقدم لهن خدمة جاءوا من أجلها الى الحرمين الشريفين. كانت رحمها الله تعيش في زمان غير زمانها، فتملكت قلوب الجميع، وأثنى عليها النبلاء والنبيلات في كل مكان بالخير والفضل والعطاء، فلا يمكن أن تزورها إلا وتجد منزلها عامرا بالضيوف، سواء كان منزلها الذي في مكة المكرمة او في المدينة المنورة. فأي مكان تسكنه لا تطفى فيه نارها، والخير يجده كل من جاورها، والكرم يتعلمه كل من ساكنها، واللطف

نبي الأمة رسول العالم

صورة
  في حضرته تخشع الكلمات , وتتسابق العبارات نحو مدحه , وينتعش الذهن , وتسمو الروح , وتسعد النفس , ويفرح الوجدان , ويبتهج الجنان , وتبتسم الحياة , فهنا نحن في محراب سيد البشر , قف هنا وتأمل سيرة هذا النبي صلى الله عليه وسلم الأمي , هذا النبي الذي اشتاق لنا , وحن لنا كيف لا والله يقول فيه (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ) فأي شرف لنا بعد ذلك .   وقفة صادقة شجية , وخلوة هادئة مع سيرته العطرة، حيث لا تتم صلاتنا إلا بالصلاة عليه , هذا النبي صلى الله عليه وسلم الذي أحبنا وأشفق علينا حينما قال يوم غزوة بدر في ابتهالاته المُلحة لربه ( يارب إن تهلك هذه العصابة فلن تُعبد في الارض ) لقد كان هدفه صلى الله عليه وسلم إخراجنا من الظلمات إلى النور، وإيصال شريعة الله للعالم كله منذ بعثته حتى قيام الساعة.   هذا النبي صلى الله عليه وسلم الذي اشتاق لنا حيث قال في الحديث (" اشتقت إلى إخواني " قالوا : أو لسنا إخوانك ؟ قال : أنتم أصحابي ، إخواني قومٌ يأتون بعدي يؤمنون بي ولم يروني) ، والله وبحق تعجز

صِراع المُراهقة وتِيه الشباب!

صورة
  يكبر الانسان ليتجاوز سن الطفولة ويدخل في مرحلة المراهقة شديدة الحساسية، متنوعة الاضطرابات، مليئة بالحيرة والشتات.. فهي فترة زمنية تكمن صعوبتها في فهم الانسان لذاته فيها، وتعرفه على التحولات المختلفة التي يعيشها يوميا مع نفسه، "بداية من جسده، مروراً بعقله، وقلبه، وصولاً الى ثقته بنفسه" وغيرها من مشكلات الصراع الذاتي الذي يعيشه المراهق والمراهقة كل يوم. وعلى العائلة أن تعي هذه الصراعات لكي تعرف كيف تُدير علاقتها جيدا ببناتها وابنائها خلال هذه المرحلة الحساسة، وتكمن حساسيتها في كونها تشكل نقطة تحول كبرى في حياة كل انسان، فإما أن يخرج منها الشخص نحو أقصى اليمين أو اليسار واما ان يخرج للعالم شاباً صالحاً مُتسقاً مع العقلية المناسبة للحياة. ومُجمل هذه الصعوبات التي تمر بالمراهق والمراهقة هي: ( صراع الشهوة باكتمال الجسد وبلوغ الحلم، وصراع الشبهة باكتمال العقل وثوران الأسئلة وعدم وجود القدوة الصالحة، وصراع الثقة بالبحث عن إثبات الذات حتى لو بالطُرق الخاطئة! وصراع الاكتشاف بالتطلّع لمعرفة كل شيء وتجربة أي شيء دون اعتبار العواقب!). فيجد المراهقين أنفسهم غارقين في بحار ظلمات

هروب من الذات!

صورة
  يهتم أكثرنا بأخبار الآخرين، ويترصدوا لمستجداتهم، ويتحدثوا عن أحوالهم، ويناقشوا اخطائهم، ويفرحوا أو يحزنوا لزلاتهم!! وقد يصل بعضهم الى مستويات أعلى ويعيش في جلباب الآخر! وينسى الكثير نفسه خوفاً من مواجهة ذاته بكل ما فيها من نواقص وعيوب ومميزات ومناقب. ويمكن أن يتحدث الناس عن حياة الآخرين ويسرفوا في الحديث، ولكن عندما نواجههم بأي سؤال عن ذواتهم يلجمهم الصمت! وتبكتهم الحيرة! ويغشاهم النوم! ويبحثون بشتى الوسائل للذهاب نحو مواضيع أخرى تبعد كل البعد عن كل ما يلامس ذواتهم، ويحفر في أسرارها.. ويجعلهم يقفون وجهاً لوجه أـمام نفوسهم التي أصبحت غريبة عنهم. ولقد عملت إحدى مراكز البحوث تجربة خاصة بهذا الأمر وهي أن يجلس الشخص بدون أيّ مشغلات في غرفة تغطي جميع جدرانها وسقفها المرايا، ووجدوا بأن هذا التصرف جعل الكثير لا يستطيع الجلوس ولو لدقيقة واحدة في تلك الغرفة التي شكلت لهم رُعباً لا مثيل له! فكما يخشى غالب الناس من مواجهة الجمهور، فإن هناك أيضاً كم كبير من البشر يخشون مواجهة ذواتهم! ويخافون من الأسئلة التي تمسّ أعماقها! وبالتالي يهربون الى الجلوس الدائم مع العائلة والأصدقاء، وأيضاً يهربون

حكايات مكية

صورة
  اقتبس المجتمع المكي تميّزه من مكانة مكة المكرمة التي ميّزها الله بأن وضع بيته الكريم فيها، وهذا ما جعلها قبلة المسلمين في الصلاة، ومأوى افئدة الحجيج في موسم الحج، لتصبح أكبر نقطة تجمع يأتي اليها الناس من كل مكان منذ ذلك الحين حتى قيام الساعة سواء في موسم الحج أو موسم العمرة الذي يستمر غالب شهور السنة، وهذا الاحتكاك ساهم في تشكيل عقلية المجتمع المكي بطريقة منفتحة على كل الثقافات الإسلامية والعربية والاعجمية. فابن مكة يمكنه فقط أن يتعلم في مدرسة الحج السنوية -تلك المدرسة التي يعيش فيها منذ نعومة أظفاره بين الحجيج، يخدم هذا، ويساعد ذاك، ويبيع للبعض، ويماكس البعض الآخر، وينظر للملايين وهم يمضون أفراد وجماعات نحو الحرم المكي والمشاعر المقدسة- النظام والانفتاح والتعددية والأسلوب فيبني من خلالهم شخصيته شيئا فشيئاً حتى يخرج للعالم بثقافات متعددة، تجعله شخص مختلف في عيون الكثير. يشكل موسم الحج لأهل مكة فرصة ينتظرونها طوال العام، ففيه تؤجر فنادقهم وعمائرهم، وفيه تنشط تجارتهم ويحققون أرباحهم، وفيه يعمل أبنائهم وبناتهم، وفيه يقيمون علاقتهم ويضيفون الكثير من المعارف والتجارب لحياتهم.. والأهم

علاقات ليست لنا!

صورة
  عندما تأتي سيرة أخوه في الحديث يقول لك لم أراه منذ عام! وعندما تسأله عن أحد أقاربه يقول لك لم أزوره منذ زمن! وهكذا دواليك تتوالى المفاجآت! فهو لم يلتقي بالكثير من أفراد عائلته سواء على مستوى الأقارب في الدرجة الأولى أم الثانية أم حتى العاشرة، ثم يقول لك هؤلاء أخواني وأخواتي وأهلي وهو تمر عليه الشهور والسنوات ولم يلقاهم! عندما نرى أمثال هؤلاء -وقد نكون نحن منهم أحيانا مع بعض الأشخاص- يُمكننا القول بأن هذه العلاقات ليست لنا ! فهذه العلاقات حتى وإن كانت تجمعنا رابطة الرحم والنسب والعائلة والقبيلة فإننا في حقيقة الأمر لا نرتبط بهم بمعاني العلاقات الحقيقية، والتي تعني "التواصل الروحي والجسدي والنفسي والمعنوي والمادي" والذي يتلخص في المحبة الأصيلة والاهتمام الحقيقي في القُرب والبُعد تسقط فيه المسافات. ما فائدة أن يقول الشخص هذه اختي وهو لا يجالسها! ولا يكلمها! ولا يشجعها! ولا يعرف أصلا أخبارها ومستجداتها! ولا يعلم بالصعوبات التي تواجهها في الحياة! ثم إن أرادت أن تبوح باحت لغيره، وإن رغبت في الحديث لم تجده، وإن واجهها أمر لم تستعن به!! فهنا أصبحت أخوتهم بلا معنى. وما المعن

البوصلة عندك!

صورة
  تحصل الكثير من الأحداث في حياتنا، وقد نستغرب من بعضها! ونتساءل حول حدوثها؟ ونتعجب من حصولها في حياتنا! ونحاول أن نُخرج ذواتنا كالشعرة من العجين من كل هذا! وكأن مسؤولية حياتنا لا تعنينا! وكأننا لسنا معنيين بكل ما يحصل لنا في الوجود! وهذا هو عين الغفلة، وأصل الهروب، وحقيقة التنصل من أسباب ومسببات كل ذلك. وفي حقيقة الأمر كلما نراه أماننا هو انعكاس لما في داخلنا كما يقول الله في القران (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ) فكلما نراه من خير أو شر يحصل لنا فهو بما كسبت أيدينا كما قال الله في القران (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ). فحياتنا اليومية هي انعكاس لتفكيرنا كما يقول ستيفن كوفي (الأشياء تبتكر مرتين.. مرة في الذهن، ومرة في الواقع) ولذلك قال أحد الفلاسفة (أنا أفكر إذن أنا موجود) فهؤلاء وغيرهم يقصدون بهذه الأقوال والحكم تبيين خطورة تأثير نوايانا وأفكارنا وتصوراتنا الذهنية على مصير حياتنا. فكما ترابط المسلمين وأصبحوا كالجسد الواحد فإن الانسان أيضاً مترابط، "فكما هو في الداخل كما هو في الخ