صِراع المُراهقة وتِيه الشباب!

 

يكبر الانسان ليتجاوز سن الطفولة ويدخل في مرحلة المراهقة شديدة الحساسية، متنوعة الاضطرابات، مليئة بالحيرة والشتات.. فهي فترة زمنية تكمن صعوبتها في فهم الانسان لذاته فيها، وتعرفه على التحولات المختلفة التي يعيشها يوميا مع نفسه، "بداية من جسده، مروراً بعقله، وقلبه، وصولاً الى ثقته بنفسه" وغيرها من مشكلات الصراع الذاتي الذي يعيشه المراهق والمراهقة كل يوم.

وعلى العائلة أن تعي هذه الصراعات لكي تعرف كيف تُدير علاقتها جيدا ببناتها وابنائها خلال هذه المرحلة الحساسة، وتكمن حساسيتها في كونها تشكل نقطة تحول كبرى في حياة كل انسان، فإما أن يخرج منها الشخص نحو أقصى اليمين أو اليسار واما ان يخرج للعالم شاباً صالحاً مُتسقاً مع العقلية المناسبة للحياة.

ومُجمل هذه الصعوبات التي تمر بالمراهق والمراهقة هي: (صراع الشهوة باكتمال الجسد وبلوغ الحلم، وصراع الشبهة باكتمال العقل وثوران الأسئلة وعدم وجود القدوة الصالحة، وصراع الثقة بالبحث عن إثبات الذات حتى لو بالطُرق الخاطئة! وصراع الاكتشاف بالتطلّع لمعرفة كل شيء وتجربة أي شيء دون اعتبار العواقب!).

فيجد المراهقين أنفسهم غارقين في بحار ظلمات هذه الصراعات، فالجسد ينمو بشكل متسارع جداً، ولذلك نلاحظ أن أكثر سقوطنا على الأرض كان في زمن المراهقة لأننا لا نجد الوقت لحفظ أبعادنا ومسافاتنا المناسبة بسبب تغيّرات أجسادنا السريعة.

ويجدون أنفسهم محتارين في صراعات الشُبه وأسئلة الوجود! والبحث عن المعنى، والسؤال عن الأسرار؟ وغيرها من التساؤلات التي إذا لم يجدوا لها إجابات شافية سليمة وافية سينحدرون الى مسارات مجهولة!

وتحولَّهم من الطفولة الى الشباب يجعلهم يشعرون بتغيّرهم، ويحسون باختلافهم، ويبحثون عن اثبات ذواتهم أمام اهاليهم أولاً، ثم المجتمع، وهنا مفترق الطرق فإذا لم يساعدونهم في بناء هذه الثقة ستهتز! وحينها قد تؤثر على حياتهم -سلباً- طوال العمر.

وكل هذه الصراعات خطيرة إذا لم تجد من يَضبطها ويُوجهها نحو المسار الصحيح، ولكن يظل أخطرها هو صراع الاكتشاف ففي هذه المرحلة يعشق المراهقين تجربة الكثير من الأشياء من باب الفضول أو التقليد أو الظن بانها أمر مؤقت لا يعون عواقبه، ولكن ربما شيء منها قد يضر بهم في حياتهم كاملة، ومن ذلك قول أكثر المدخنين بأنهم جربوه في سن المراهقة فتحوّل لإدمان مدى الحياة.


حكمة المقال


استيعاب العائلة لصراعات المراهق وتقلبات المراهقة أمر مهم في بناء أجيال صالحة تبني المجتمع.. ولكن على المراهقين ألا يجعلوا هذه الفترة أيضاً شماعة يعلقون عليها أخطائهم! فهم بمجرد البلوغ مسؤولين أمام الله عن جميع افعالهم.


كتبه/ حمد عبد العزيز الكنتي











تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رثاء عن الراحل معيض سعدون العتيبي رحمه الله

قصتي مع مرض السكر! #حمد_الكنتي

ملامح من حياة المرحوم الشيخ احمد اباتي رحمه الله