العجائز روح الحياة
العجائز روح الحياة قالوا إذا اردت ان تكون سعيدا فجالس مسن او لاعب طفل , فالأول لم يعد لديه شيء يخسره , والثاني مقبل بشغف البراءة نحو الحياة . اجدني دائما اشد رحالي نحو العجائز , فعندما تجالس عجوز ترى على وجنتيه حكاية التاريخ , وتلمس في قدميه الكثير من الركض القديم في مناكب الارض , وتسمع من فيه روايات الماضي التي يهمس بها اليك ويرنوا للمدى حتى تود ان تقفز امامه لتعرف الى ماذا يبصر . وأنت جالس معه لا ترى سوى البساطة , بعيدا عن زخرفة الدنيا وحضورها الممل , لا تسمع منه سوى القصص الرزينة التي تخرجك من واقعك المزدحم , حقا تشعر بأنك في محطة حياة , تتزود بها للغد المشرق , او انك امام شهم يختصر لك الحياة ويقدم لك خلاصة تجربته , ويتوارى عنك نحو محرابه لترفرف انت كطير في فضاء . ولكن يؤلمني جدا سماع انين العجزة , فعندما تجالس عجوز ويقول لك تركني الناس فأعلم انه مل الوحدة , وداوم على زيارته خصوصا لو كان قريبا لك . مؤلم جدا ان تجالس كبار السن وترى التنكر في عيون ابنائهم , ترى التجاهل , ترى العبث بالمشاعر , من اجل دنيا فانية , وأنا عندما اشاهد ذلك المنظر اخشى حتى من أن اكون ابا . أيها ا