المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, ٢٠١٣

العجائز روح الحياة

صورة
العجائز روح الحياة قالوا إذا اردت ان تكون سعيدا فجالس مسن او لاعب طفل , فالأول لم يعد لديه شيء يخسره , والثاني مقبل بشغف البراءة نحو الحياة . اجدني دائما اشد رحالي نحو العجائز , فعندما تجالس عجوز ترى على وجنتيه حكاية التاريخ , وتلمس في قدميه الكثير من الركض القديم في مناكب الارض , وتسمع من فيه روايات الماضي التي يهمس بها اليك ويرنوا للمدى حتى تود ان تقفز امامه لتعرف الى ماذا يبصر . وأنت جالس معه لا ترى سوى البساطة , بعيدا عن زخرفة الدنيا وحضورها الممل , لا تسمع منه سوى القصص الرزينة التي تخرجك من واقعك المزدحم , حقا تشعر بأنك في محطة حياة , تتزود بها للغد المشرق , او انك امام شهم يختصر لك الحياة ويقدم لك خلاصة تجربته , ويتوارى عنك نحو محرابه لترفرف انت كطير في فضاء . ولكن يؤلمني جدا سماع انين العجزة , فعندما تجالس عجوز ويقول لك تركني الناس فأعلم انه مل الوحدة , وداوم على زيارته خصوصا لو كان قريبا لك . مؤلم جدا ان تجالس كبار السن وترى التنكر في عيون ابنائهم , ترى التجاهل , ترى العبث بالمشاعر , من اجل دنيا فانية , وأنا عندما اشاهد ذلك المنظر اخشى حتى من أن اكون ابا . أيها ا

نفحات رمضانية

صورة
ومع اقتراب هذا الشهر الفضيل , تعود بنا  الذاكرة الى الوراء , لندلف  عبر بوابة الذكرى , الى عوالم قديمة , وذكريات عتيقة . فقد كان رمضان يمثل لنا فرحة كبرى , ويشكل لنا فرحة لا يساويها شيء  , ولا تسألوني عن ليلة رمضان حيث كنا  نركض كالأطفال , ويتحول الليل الى شعاع ابيض يتشكل مما كنا نعتقد انها العابا نارية . وبما أننا نقطن أطهر بقعة في العالم فرمضان موسمنا , حيث يتقاطر علينا الناس من كل حدب وصوب , وتنتشي الافراح , ويأتي الرزق من حيث لا نعلم , إنها وبحق بركات دعوات الخليل عليه السلام , وحضور ضيوف الرحمن بركة اخرى , وما بين البركتين , تهطل السماء بالخيرات , وتعمنا الافراح . كنت ذات مرة في حديث مع سيدة اماراتية , فقالت لي أنتم في نعمة كبرى , الكعبة لديكم , والكون يأتيكم , والقرآن يشدوا بين جنبات اسواقكم , حقا هنيئا لكم , وتقاطرت منها الدمعات , وشجت باكية , كان حوار مؤثرا عرفت فيه معنى هذه النعمة التي نحن نرفل فيها . أذكر بأننا رغم الزحام , تجد الفرحة تعلونا , وخدمة الصائمين هي شغلنا , وابتسامات الصائمين سر سعادتنا , وخدمة ضيوف الرحمن هي هدفنا , ورغبة الاجر هي غايتنا , فيا لهنائنا و

القدر الباسم !

صورة
الشمس تختل نحو الظهور ,  في تنفس الصباح الجميل حيث يقبل القدر مبتسما حاملا معه هبات السماء وتهتف الروح راقصة  في مراسم الفرح الكونية . وتهمس الحياة في اذني فتعلو الضحكات وتعزف موسيقى الوجود . ويحدثني عمقي قبل ان تسائلني نفسي قائلة ﻻ عليك والدهشة تعلونا جميعا والبسمات تشكل استدارة من بياض على عالمنا الصغير . والقوانين الكونية تصفق بيدي العدل وتبث  رياح الصدى الجميل لتنسف وهم السراب الى اﻻوهام المتناهية والمتوارية خلف مدائن السقوط الراحلة . ايها الوهم حدق لتعرف من انا ايها الحزن ارحل فلن تسكنني انا ايتها الحياة عودي لي انا . وإذا بالطرقات المتسارعة تأخذني والإشارات الصامتة تخضر لي وأنا في دابتي اتأمل صمت النوافذ وعبق الاشجار والطلاق  العاطفي في اعماق المركبات والبؤساء مبددين على الارصفة تعلوهم الضحكات في مشهد فريد .   والقطط تبحث عن المصير تحت عجلات  السيارات والركض يمضي وتستمر الحياة . والأحاديث  المزدحمة بالأفكار تعقد مؤتمراتها في اعماقي وحتى ان لم تستأذنني اشكرها بأنها اتخمتني بالأفكار وتلك منحة كبرى نتيجتها هنا بين يديكم . والضغط المتعالي يشدد وطأته على ظهور البشر

موسيقى الانتظار .. !

صورة
يرن الهاتف تنظر اليه وهي تداعب خصﻻت شعرها وتقول في نفسها وبأنوثة طاغية دعيه لكي يتأدب .. وكما قالوا تظل الانثى تركض خلف الرجل حتى تمسك به وإذا ظفرت به جعلته يركض خلفها  .. ! في الجانب الاخر وعند نافذة الليل يعزف الجوال موسيقى الانتظار فكل رنة صامتة تعبر عن قلق واجم وكل ما مضى الوقت هب الخوف عليه واجتاحته الاسئلة .. ! وبعدها يستيقظ فيه شموخه الذكوري قائلا  اتتعبك انثى واحدة والكون ممتلئ بالجميلات ويتذكر حينها قول (اوفيد) في الليل كل النساء جميلات وينتشي حينها قائلا لن اتصل مرة اخرى فإذا به سارحا في رسائلها وغارقا في خيالها ولسان حاله تضحكين ﻻهية والصب ينتحب ..! وهنالك ينثر الصخب مداه وتعلن الانوثة رقصتها وتتمايل المنتظرة تهامسها صديقتها ماذا فعلت به فتجيبها بنبرة ثقة تركته يحترق فالدفء في ليالي الشتاء جميل وتبعث برسالتها الضاحكة وتغمز بعينها الساحرتين غمزه خبث انثوية خيالية وكأنها تتوافق مع فطرتها ان كيدهن عظيم .. وبعيدا عن الصخب والجنون الانثوي المثير  يجالس هو وحدته ويعزف موسيقى الانتظار ويرنوا من النافذة الى المدى متربصا نغمات الانوثة وهمسات السحر ! وإذ بالهاتف يرن يركض ا

الشيخ سليم يقول نظمت الجغرافيا في 107 ابيات !

صورة
في هذه الزاوية الجميلة , تسنى لي ان احاوره , فكان نعم المحاور والمحاور , فخلقه آسر , ونبله ساحر , ومحياه بشر , وروحه نبيلة , انه رائد الكرم , وسفير الحب , شيخ السلام , وعنوان الامان , شيخي الشيخ سليم , يشرفني في هذا الحوار الجميل , فأهلا به واهلا بكم معشر النبلاء والنبيلات . س/ حدثنا عن اول يوم في حياتك ؟ ج/ من اول الايام التي عقلت فيها حيث كنا في بادية الحوض الغربي وكان عمري خمس سنوات وركبت على جمل وقنطوا من حياتي وسقطت منه واقفا وقلت لهم بيعوا هذا الجمل . وكانت لدينا عجلة اسمها مبروكة وكنت اقول لها مبوتة مومي سلي . وأول يوم في حياتي لا اعقله . س/ اكرمنا بنبذة عن طفولتك ؟ ج/ بدأت طفولتي بالكتاب وكان ابواي يسعيان الى تعليمي منذ الصغر ودخلت عند الكتاب وعمري سبع سنوات وتعلمت تهجي الحروف على ميمة زوجة شيخي الذي درسني القران . وبعد ذلك درست القران على شيخنا محمد محمود القلقمي وكنا ونحن صغار نوقد الحطب , في الليل ونقرأ على ضوء النار وكنا نرى الشيخ اخر الليل يصلي وكانت تلك صورة ثابتة في عقولنا . ثم ارسلني اهلي الى الشيخ محمد المصطفى المختار القلقمي , الذي درسني الفقه , وقد

تعلم لتتعلم !

صورة
العلم هو الحياة الكل يتفق معي على اهمية العلم , وضرورة البدء والاستمرار في عملية التعليم , ولكنهم قد لا يتفقون معي في توحيد النوايا التعليمية . وأنا هنا اتسائل لماذا نحن نتعلم , هل نحن نتعلم من اجل التعلم ورفع الجهل , ام نتعلم لكي نوجد شهادة بها نعمل . قد يقال طيب هذا هو واقع اليوم ان مخرجات التعليم مربوطة بالعمل , وان هنالك تخصصات يتحتم  علينا دراستها لأن العمل  يتطلبها , اقول بان هذا امر حاصل نعم , ولكنه كتفكير خالص هو عين الخطأ . لان الله عز وجل اخبرنا بأهمية التعليم الخالي من النوايا وتبعية العمل , وذلك عندما قال سبحانه ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) وقال سبحانه في آية اخرى ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) فهنا سبحانه وتعالى يشير الى رفعة العلم وأهمية التعليم المطلق . وقال سبحانه ( اقرأ ) اقرأ هنا تنادي للعلم المطلق الذي ينير القلب , ويضيء الروح , ولم يقل سبحانه أقرا  لتعمل ! والفكرة هنا انك انت عندما تتعلم , تتعلم لكي تزيل عنك الجهل , وتضيء قلبك بالمعرفة , فالله سبحانه لا يعبد بالجهل كما قال الفيلسوف المسلم مصطفى محمود . وعندما يقول النبي صلى الل