تجربتي مع الطريق الى الحكمة ...


تعرفت على الطريق الى الحكمة قبل اشهر , وكان ذلك اثناء جلسة جميلة ورائعة مع مؤسس فكرته ورائد نهضته .
وبعد تلك الليلة شعرت بشيء يشدني الى التعرف على هذا المشروع اكثر , شعرت باني بحاجة الى الاقتراب والنهل من معينه وجميل نبعه الفياض .
ودار الزمن وكتب الله لي باني انضممت لفريق الطريق الى الحكمة , ولا تسألوني عن مشاعري وأنا اسمع خبر قبولي في هذا المشروع ومدى سروري وأنا انضم الى كوكبة فرسان الحياة .
وبدأت في العمل بمسمى باحثا ومحررا , ودلفت استمع الى المحاضرات واستمتع بالدورات , ليكون الصوت قلما والصدى كتابة .
حقيقة كنت اسمع اشياء للمرة الاولى في حياتي , ولكم ان تتخيلوا بان هذه الاشياء التي اسمعها كانت تتوافق مع كل ما درسته في كلية الشريعة الاسلامية وفي الحرم المكي , فالكون واحد وقانونه واحد.
وأزيدكم باني ظللت استمع وانبهر واستمع مرة اخر وأعيد الكرة مرات ومرات , فالحديث ماتع حد الفتنة , والمعرفة آسرة حد الشغف .
ومن ايامي الاولى في العمل بدأت افكاري تتغير , فالكلام المؤثر ينبع من القلب ويصل الى القلب , والنوايا الصادقة تلامس شغاف الوجدان .
بدأت اشعر بالارتقاء , وكأني اصعد سلما في سماء الفكر , بدأت أنقي نفسي من سفاسف الامور , بدأت ادخل في عالم المعرفة والفكر , بدأت انتقل الى عالم سام ينبض بالحكمة ويزخر بالحياة .
بدأت اؤمن بحتمية المشكلة , وتوصلت الى عمق بصلة الكون , وعرفت المبادئ , وفهمت القيم , وتغيرت القناعة , وتبلورت المفاهيم في قالب راقي , وفكر انيق .
عرفت الطاقات الكونية , واستيقنت الصدى , وفهمت ذاتي , وتعرفت على نفسي , ووصلت الى كينونتي , وتخلصت من الانا , وعرفت بان كل مشاكلي سببها انا او انني طرف فيها , فأي فكر انا اعايشه , وأي طريق امضي فيه , انها الحكمة المثلى , وطريقها المشرق .
اصبحت انظر الى العالم بعمق , وفهمت كل مشكلاته , وفي أي دائرة تدور , وتعلمت ان اعرض كل فكرة وصاحبها على المبادئ فان وافقتها تقبلتها وان خالفتها نبذتها .
وتفاجئت  بان العالم اليوم لا ينقصه الذكاء , وإنما تنقصه الحكمة , لأن الذكي يعمل بالأنا وفقا لمصالحه , والحكيم يعمل بنحن وفقا لمصالح الجميع .
وتأكدت ان التعليم هو اساس كل شيء , وهو سر وجودي في الارض , وعرفت بأنه اليوم يعاني ويعيش في خطر , لأنه مربوط بالعمل , وتلك هي الطامة الكبرى .
مشروع الطريق الى الحكمة , غيرني طورني رفعني وأهلني , وهذبني , وزادني , ونورني , وجعلني اصل الى حيث يجب ان اكون .
مشروع الطريق الى الحكمة , ليس كأي مشروع فهو مشروع فريد لأنه يبني الحكمة , وندر وجوده في العالم لان العالم يتهافت على الذكاء , ويركض خلف شهواته , حتى وان خالف ركضه , ضميره الذي يصرخ في اعماقه .
مشروع الطريق الى الحكمة هو مشروع الحياة , هو مشروع نبتته في الارض , وثمرته فيها , وأجره في السماء .
هو مشروع النبيلات والنبلاء , هو مشروع العظماء والبسطاء , هو مشروع الاتقياء الانقياء , هو مشروع يطمح لان تكون كل امنياتنا تعانق عنان السماء .

حمد عبد العزيز الكنتي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رثاء عن الراحل معيض سعدون العتيبي رحمه الله

قصتي مع مرض السكر! #حمد_الكنتي

ملامح من حياة المرحوم الشيخ احمد اباتي رحمه الله