المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠١٣

بوح التخرج

ان تتخرج من الجامعة فهذا يعني بانك قد اجتزت الكثير من الصعاب ومررت بالعديد من رحلات الامل والالم سويا فكل المشاعر تأتيك وانت على مقاعد الجامعة . الجامعة دائما متميزة بمفاجآتها وغرائبها والآمها وافراحها فكل لحظة فيها غريبة وكل همسة عجيبة وبعض الوجوه مريبة وبعضها لا يعرف من اين اتى والى اين ذاهب . صراع صامت لا يهوى الحقيقة , وارتال من الطلاب تزفهم الطاقة نحو الحياة وتقهقرهم طموحاتهم القاصرة , فتجد نفسك في قلق دائما , ينجيك منه التوحد الجامعي الجميل. الجامعة فعلا جامعة , فهي تجمع كل الاطياف وكل الالوان , فكل ما يخطر على بالك ستراه وما لا يخطر سيداهمك دونما تشعر . كيف وصلوا الى هنا سؤال سيجتاحك فورا عندما ترى بعض النماذج الغريبة , ولكن لن ترى جوابا سوى سراب خافت وصوت ضال , فتنأى بذاتك الى تلك المكتبة الجميلة لعلها تخفف عنك تلك الصدمات المتوقعة والغير متوقعة. الجامعة بلاد العجائب , ودرة الغرائب , حيث ينهكك التعب وانت تبحث عن قدوة عابرة , فالكثير مما ترى يخالف ما يتفوه به في متسع ابيض وتصرفات بلهاء. في الجامعة تضيق القاعات بمن فيها , وعندما تركض خلفهم يتضاءلون بعيدا عن ال

بكاء رصيف !

الطرقات تلقي السلام على العابرين.. والزوايا تخبئ عبق التاريخ   بين فضاءاتها الضيقة .. وعجوز تجلس على عتبة مغبرة يدور في عيناها رماد السنين.. وبقربها طفل يركض للغد المنتظر.. ارتال من البشر تركض فوق السيارات وقرب السيارات وحول السيارات زئير يعم منحنيات المكان. التوجهات الممكنة تبعث فيهم الامل فيسعون في مناكب الارض ويبتغون فيما عند الله وذلك ديدنهم دائما . طرقات تضج بالزحام   وابواق لا تبعث السرور فالكل مضطرب   والنفوس ترمي بشرر نحو العابرين . والابنية المعلقة   تواصل صمتها الدائم   وتتربص ضيوفا هادئين يأتون في العام مرة وكأنهم ضيف ابراهيم. وفي اقصى الزاوية   وبعد اضمحلال الغبار ترى الة هدم تعاني الامرين في سحق بيت عتيق . وشيخ عجوز ينظر للمدى   تدور حول اهدابه البيضاء لغة السنين وذكريات الماضي الذي يبكي حاضره الحزين. الكل رحلوا وما اصعب لحظات الرحيل فبعد معانقة الكعبة وبهاء اذان السحر ونفحات الحرم الزكية   داهمهم الرحيل المر الى   اقصى الزوايا وابعد الاماكن ولسان حالهم   سبحانه يغير من حال الى حال . الحكايات القلقة تدور حول كؤوسهم الفارغة   وكأن استدارة كاسه الشاي

رفقا بالقوارير

قبل يومين واثناء طوافي بالبيت العتيق داهمني ازدحام بسيط بين الركن اليماني والحجر الاسود فمصادفة سمعت رجلا خلفي يقول لزوجته وبصوت عال (لا اسمع لك صوت ! وان شئت ان تدعين فادعين في سرك ! وان سمعت لك همسا فسيكون لي معك حساب آخر !!) فالتفت اليه ونظرت اليه بتعجب وانتقاص وغبت في وسط الزحام. هذا الزوج الا يعي ان الحياة الزوجية مبنية على المودة والرحمة قال تعالى( وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ) فاين المودة في خطاب مستبد مثل هذا ! وقبل الزواج فهو مطالب بالخلق الحسن مع أي انسان فما بالك بالزوجة فالنبي صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن الدين قال (الدين المعاملة) فاختزل الدين كله في حسن المعاملة   وروعة الاخلاق. واين هذا الرجل من قوله صلى الله عليه وسلم (رفقا بالقوارير) فأي رفق يعرف وأي خلق ينتهجه هذا المندفع . تخيلوا معي انه محرم ايضا وفي صحن الكعبة فقبل هذا كله اين هو من احترام عمرته   والانتباه لقدسية المكان   والعناية بهذه الانثى الضعيفة التي تمشي برفقته في عمرة كانت تعتقد بانه سيكون ف

ثقة ضائعة !

ثقة ضائعة في عمق الجموع وفي قمة الصخب يقف على مفترق الطرق حائرا فثمة ثقة ضائعة.! وبدأ في محاولته البائسة في البحث عنها في وجوم الزوايا   فالجميع يلبس ثوب النقاء ويتدثر بدثار الطهر ويتترس خلف استار من الخبايا الواهمة   ويوجه للآخرين ابواق خائنة وصوت ضال. واستمر يبحث بشغف عنها ولكنها اصبحت ضرب من المحال فالكل ينشدها ولكن هيهات فلا الصوت ولا الشكل ولا الحقيقة   كل هذه الاشكال ضاعت وسط زحمة الجموع . وكيف له ان يجدها والبعض تتطبع بطباع الجشع   ومن خلال تلك الطباع   توصل وتزلف واقترب وتصنع بكل الذرائع التي يعتقد بانها ستوصله الى رغباته وحتى ان رمى بالثقة في مستنقع مجهول. وآنى له ايجادها وهو دمية في يد الوهم وارجوحة تتلاعب به ابواق   لا تجيد سوى العزف على المشاعر وتزييف الحقائق حتى وان تطلب ذلك ان نضع الثقة في كفنها الابدي ولحدها النهائي . وبعد عناء البحث وجد حلا ممتعا ورائعا الا وهو البكاء على   اطلال الثقة   وان ينتظر غدا افضل يعيده الى عالم ينبض بالثقة   ويزدان باليقين . حكمة صينية .. اذا استخدمت شيئا فلا تشك فيه وان شككت فيه فلا تسخدمه 1334/3/3

معزوفة الرمل !

معزوفة الرمل.. ينعكس رماد الشوارع على جبين المسنين ويلتصق بأعين العابرين وكأنه يحكي رواية الحيرى ويصف شرود الحائرين الذين ضاقوا بكل شيء واصبحوا من المنسين . هنا قصة ارض حائرة وسراب جائر يتمدد على بقايا البشر ويستنزف طاقة الارض ويرمي بشرره في كل الزوايا حتى اضحت الارض تئن دما وتبكي فراقا وتنام على وجوم الصمت! إنها رحلة الانسان المحاصرة بالتعب والموصوفة بالكبد والمشبعة بالكثير من الركض الجائع على ثرى تلك الارض الوادعة في بقايا المكان تلوح بيديها للرحيل وكأنها ارملة ضاعت بين جحيم البقاء او روعة اللحاق بالميت المنتظر! وفي خضم تلك اللحظات الحزينة .. تبدأ الارض تعزف على اوتار الانسانية وتوغل في الصمت المهيب في مشاعر لاتضاهى ولاتوصف فالارض ﻵتعرف العدوان! والرمال الثائرة تهم بالصراخ وسط سكونها البعيد فتدور جزئياتها البريئة في إستدارات جريئة لاتعبر عن شيء سوى الفخر بالوجود القديم على هذه الارض وانها رمال طاهرة نقية.. بوح آخر ترويه لنا مساجلة الرمال فلا يعرف هذا البوح عنفوان الاعاصير ولا إستبداد الرياح ولايرفض احدا ولكنه يحتوي الجميع في حضن هادئ صامت ساحر. انتم ثروتي في الحيا

قهوة باردة !

شتائي داهمني وانا غارق في قهوتي وعلى إستدارة كوبي ترويني حكايتي واتلوا رواياتي في ضباب الزوايا وجسدي يئن ارتعاشا وكأني طفل ضاع وسط خيوط الزحام فارتعش خوفا وارتعد قلقا ودارت دمعة حائرة وسط برآئة عيناه. برد قارس يعزف على اوتار جسدي ولا يرحم بقايا الانسان البسيط الذي ينام في اعماقي فاوغل في لحافي واغيب في فراشي وترمقني الزوايا المعتمة وحالي كسارق يتسلل فوق بقايا منزل متهالك وكأنه يفكر في خطيئة اخرى. والدفء غاب في لحده المزعوم وابقاني وحيدا اصارع ذاتي وارتجف وتضيع مني اطرافي فابحث عنها في جنح الظلام كأعمى يتحسس عصاه ويهمس للطرقات. إنه ضيفي المعتاد اتى دون ان يطرق الباب واحتضنني دون همسات او قبلات وغيبني في اعماقه فانتشت ذاتي واشرقت الكلمات وفاض كياني بالعبر والزفرات واشتعل بالحب قلبي فغنى وصاغ لغة الاغنيات وﻵتزال حياتي متخمة بالامنيات. كتبه/حمد الكنتي 29/2/1434 مساء الجمعة ليلة السبت

فوبيا المراءة !!

تصدرت الصحف هذا الاسبوع اخبار تعيين الملك عبدالله حفظه الله لثلاثين سيدة في مجلس الشورى   وهي بلا شك خطوة مباركة نحو مشاركة سلسة للمراءة في قيادة دفة الحوار والتطلع لمستقبل افضل . يأتي هذا القرار في ظل نظرة قاصرة من قبل البعض لدور المراءة الريادي وقدرتها على   صناعة الرأي   كيفما وهي المفكرة   في عالمها والمدبرة لشؤون حياتها والموجهة   المثلى لعالم الاجيال المتواتر. فالمراءة على مر التاريخ اثبتت بانها قادرة على التميز والانجاز فهذه بلقيس تحكم مملكة سبأ وبكل حنكة واقتدار , حيث قال الله عز وجل على لسان الهدهد في سياق قصة سليمان( وتفقد الطير فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبإ بنبإ يقين إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم ) ومما يلفت ايضا انها كانت رئيسة لمجلس الشورى في مملكتها ,قال تعالى( قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ ,, إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ,,أَلَّا تَعْلُوا