بكاء رصيف !



الطرقات تلقي السلام على العابرين.. والزوايا تخبئ عبق التاريخ  بين فضاءاتها الضيقة ..
وعجوز تجلس على عتبة مغبرة يدور في عيناها رماد السنين.. وبقربها طفل يركض للغد المنتظر..
ارتال من البشر تركض فوق السيارات وقرب السيارات وحول السيارات زئير يعم منحنيات المكان.
التوجهات الممكنة تبعث فيهم الامل فيسعون في مناكب الارض ويبتغون فيما عند الله وذلك ديدنهم دائما .
طرقات تضج بالزحام  وابواق لا تبعث السرور فالكل مضطرب  والنفوس ترمي بشرر نحو العابرين .
والابنية المعلقة  تواصل صمتها الدائم  وتتربص ضيوفا هادئين يأتون في العام مرة وكأنهم ضيف ابراهيم.
وفي اقصى الزاوية  وبعد اضمحلال الغبار ترى الة هدم تعاني الامرين في سحق بيت عتيق .
وشيخ عجوز ينظر للمدى  تدور حول اهدابه البيضاء لغة السنين وذكريات الماضي الذي يبكي حاضره الحزين.
الكل رحلوا وما اصعب لحظات الرحيل فبعد معانقة الكعبة وبهاء اذان السحر ونفحات الحرم الزكية  داهمهم الرحيل المر الى  اقصى الزوايا وابعد الاماكن ولسان حالهم  سبحانه يغير من حال الى حال .
الحكايات القلقة تدور حول كؤوسهم الفارغة  وكأن استدارة كاسه الشاي تنبئ عن استدارة الحياة عليهم  وتقلب الازمنة فما كان بإمكانهم امس فعله اليوم يصعب عليهم فيصمتون وينظرون الى المدى البعيد بصمت !
 الارض توغل في الصمت  والارصفة الصامتة  تروي حكايات الزمن العابر والازقة الواجمة  تنصت لا نين العابرين.
الرحلة الكبرى تتهافت على ذاك السواد الكبير فترى الكل ينتعل الارض  وتزف موسيقى الوداع  الحزين .
فالمكان ليس صلبا والعلاقة متجذرة  في صلب المكان  ويؤكد على ذلك الاصالة القديمة في قدم الزمان .
وسيظل نفس الجوار وعشق الحب في مكة متجذرا في قلوبهم وسيرويه المكان لكل الازمنة والاوطان .
1434/3/7

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رثاء عن الراحل معيض سعدون العتيبي رحمه الله

قصتي مع مرض السكر! #حمد_الكنتي

ملامح من حياة المرحوم الشيخ احمد اباتي رحمه الله