قصة : ثمة ضوء ! #حمد_الكنتي

يخرج مسامر من منزله ذات صباح متجها الى لا شيء ,,

لا تتعجب فالوضع في ذلك المتسع لم يعد يطاق ..............

وبعد ان اوصدت الابواب في وجهه ذهب بعيدا وتوارى على اريكته ونظر الى المدى ودارت دمعة حائرة في عيناه !

وتناول مسامر كسرته ورشف رشفة تتراوح بين الشغف وبؤس الحياة

وغاب في مهد الليل البهيم...............

في وحدته والهموم تسابق الركض الواهم على جدران بوتقته الحزينة

وكأنها تحيي على احزانه حفلة راقصة تتراوح بين الشماتة وضحكات ذلك الزمن البائس ............

وعندما ارخى عليه الليل سدوله طفق في احلامه المتساقطة من فوهة ذلك السقف المتهالك ............

تدور حوله حبال المسكنة.. فيراود الاحلام .. ولكنها تابى عليه .. وتتدثر بدثار الغياب وتتوارى خلف الحجاب وتذبل وتتلاشى في ماء عينيه !!

يجالس طيفه في ضوء الظلام تراهم يتهامسون الاحاديث الصامتة ...

على كؤوس من الرتابة المملة وسط لحظات شاردة.. في محيط ينبض بالتناقض ويقبع وسط الكثير من المفارقات التي تفوح بالخبث وتتوائم مع اسوداد تلك القلوب الخائنة ,, التي لا تفكر سوى في ذاتها ولاتعبأ بأحقية

الوجود او حتى السماح لها بممارسة شعائر ذاتية الانسان ............!!

ويأتي الصباح ليفرك عيناه ويقوم بشغف وكله امل وثقة بان هنالك شيئا جميلا يخالف تلك الاسطورة التي تقول (لا جديد تحت الشمس ) ...

وبعد ان عانق الماء وجنتاه ودبت السعادة على محياه ........

فالماء حياة والصبح امل  والدنيا سعادة   والكون عطاء ............

وبداء مسامر يتهيأ للركض دون الحياة ..............

تجده يعزز نفسه بإكليل من الازهار التي تفوح عطاء وتزدان سخاء وتتراقص سعادة وتنبض بالحياة .........................

فهو مؤمن حقا بان سعادته بيديه وانه يمشي على الارض وروحه تعانق السماء .. انه مؤمن بانه يستطيع فعل كل شيء ............

واذا به يدلف الى غرفة من نور وسط بوتقة من ضياء فهو يعلم ان الروح الابية تستمد جموحها من وقود السماء الروحي الذي لا ينفد وانى له ذلك ..

فلتلك اللحظات الايمانية .. اقوى واكثر ثباتا وسيحقق بعدها كل شيء ..

فعلا من وجد الله فماذا فقد ومن فقد الله فماذا وجد !!!