رفقا بالقوارير



قبل يومين واثناء طوافي بالبيت العتيق داهمني ازدحام بسيط بين الركن اليماني والحجر الاسود فمصادفة سمعت رجلا خلفي يقول لزوجته وبصوت عال (لا اسمع لك صوت ! وان شئت ان تدعين فادعين في سرك ! وان سمعت لك همسا فسيكون لي معك حساب آخر !!) فالتفت اليه ونظرت اليه بتعجب وانتقاص وغبت في وسط الزحام.
هذا الزوج الا يعي ان الحياة الزوجية مبنية على المودة والرحمة قال تعالى(وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً) فاين المودة في خطاب مستبد مثل هذا !
وقبل الزواج فهو مطالب بالخلق الحسن مع أي انسان فما بالك بالزوجة فالنبي صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن الدين قال (الدين المعاملة) فاختزل الدين كله في حسن المعاملة  وروعة الاخلاق.
واين هذا الرجل من قوله صلى الله عليه وسلم (رفقا بالقوارير) فأي رفق يعرف وأي خلق ينتهجه هذا المندفع .
تخيلوا معي انه محرم ايضا وفي صحن الكعبة فقبل هذا كله اين هو من احترام عمرته  والانتباه لقدسية المكان  والعناية بهذه الانثى الضعيفة التي تمشي برفقته في عمرة كانت تعتقد بانه سيكون فيها رحيما لبهاء المكان وقدسية الزمان.
صدقوني مثل هذه التصرفات العنجهية تجاه الزوجة هي من تسبب الطلاق الصامت وبالتالي قد تترتب عليها مخاطر جسام ولا يخفى عليكم الحال اليوم فطرق الشر اصبحت من السهولة بمكان !!
حكمة المقال
قال النبي صلى الله عليه وسلم (خيركم خيركم لأهله )


كتبه / حمد عبدالعزيز الكنتي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رثاء عن الراحل معيض سعدون العتيبي رحمه الله

قصتي مع مرض السكر! #حمد_الكنتي

ملامح من حياة المرحوم الشيخ احمد اباتي رحمه الله