معزوفة الرمل !


معزوفة الرمل..
ينعكس رماد الشوارع على جبين المسنين ويلتصق بأعين العابرين وكأنه يحكي رواية الحيرى ويصف شرود الحائرين الذين ضاقوا بكل شيء واصبحوا من المنسين .
هنا قصة ارض حائرة وسراب جائر يتمدد على بقايا البشر ويستنزف طاقة الارض ويرمي بشرره في كل الزوايا حتى اضحت الارض تئن دما وتبكي فراقا وتنام على وجوم الصمت!
إنها رحلة الانسان المحاصرة بالتعب والموصوفة بالكبد والمشبعة بالكثير من الركض الجائع على ثرى تلك الارض الوادعة في بقايا المكان
تلوح بيديها للرحيل وكأنها ارملة ضاعت بين جحيم البقاء او روعة اللحاق بالميت المنتظر!
وفي خضم تلك اللحظات الحزينة .. تبدأ الارض تعزف على اوتار الانسانية وتوغل في الصمت المهيب
في مشاعر لاتضاهى ولاتوصف
فالارض ﻵتعرف العدوان!
والرمال الثائرة تهم بالصراخ وسط سكونها البعيد فتدور جزئياتها البريئة
في إستدارات جريئة لاتعبر عن شيء سوى الفخر بالوجود القديم على هذه الارض وانها رمال طاهرة نقية..
بوح آخر ترويه لنا مساجلة الرمال فلا يعرف هذا البوح عنفوان الاعاصير ولا إستبداد الرياح ولايرفض احدا ولكنه يحتوي الجميع في حضن هادئ صامت ساحر.

انتم ثروتي في الحياة 
1434/2/29

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رثاء عن الراحل معيض سعدون العتيبي رحمه الله

قصتي مع مرض السكر! #حمد_الكنتي

ملامح من حياة المرحوم الشيخ احمد اباتي رحمه الله