المشاركات

عرض المشاركات من 2012

مشاجرة وحب !

مشاجرة وحب ! في علاقاتنا بالآخرين هنالك الكثير من المواقف الطريفة والغريبة وعندما نفكر في بناء علاقة مع شخص معين تجد ان هنالك تباين بيننا من حيثية طريقة العلاقة وترابطها فتجد البعض يبني علاقاته بالآخرين على نار هادئة جدا ويحتاج الى وقت طويل من ازالة الحواجز بينه وبين صديقه الجديد .. وتجد البعض الاخر يفتتح علاقاته بالآخرين بطريقة سريعة جدا قد تسبب مشكلات عميقة بينه وبين الاخرين وقد تساهم في سرعة الاندماج بينه وبين الصديق الجديد . هي هكذا العلاقات دائما عند بدايتها تمتزج بالغرابة وتزدان بالطرافة حيث تجد البعض قد ابتداء علاقته بصديقه بشجار عنيف وبعد ذلك استمرت العلاقة وتطورت واصبحت تجسدهما معا في قالب واحد .. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث (الارواح جنود مجندة ما تآلف منها أأتلف وماتنافر منها اختلف) اذن هذا هو مقياس علاقاتنا بالآخرين فما اتفق منها مع ارواحنا سنتوافق معه وسنحبه ومانبذته ارواحنا منها لن نتوافق معه وسننبذه او نبتعد عنه على اقل الافتراضات .. حكمة المقال.. إذا أردت أن تتعرف إلى إنسان راقب أصدقاءه فكما يكونون يكون ( فينيلون ) كتبه/ حمد عبدالعزيز

حكاية ارض وغياب انسان

حكاية الارض .. الى كل البؤساء , الى من يتنعمون بالألم , الى من يملكون الضمير الحي , الى بقايا الحياة , الى حقيقة الانسان , اهدي هذا المقال الضائع بين الحرقة , والخاطرة. تصرخ الارض في عمق الظلام وتجتر خلفها الكثير من الاوهام .. في عالم يركض على نهاية الانسان الذي يصارع عوالم التيه في غياهب الجب وضياع حقيقته التي وريت الثرى في يوم ثائر . عواصف تأتي تباعا على بقايا الانسانية , في ذالك المتسع الكوني , المضجر بالدماء , والقابع وسط لظى الجحيم . والانسان اصبح في طي النسيان , يصارع بقايا حياة وفي بعض الارض تفوق عليه الحيوان . تهافت حي يركض حول تكور الارض , يبحث عن مأوى في زوايا تصطرخ بالضبابية , ينام على الاوهام , ويستقيظ على بقية من كسرة يابسة, ويسمع اصوات تكسرها في احشائه. ابواق من ورق تصرخ بإسم واهم لا يتوافق مع حقيقة الانسان , وكأنهم يصرخون في مقبرة نائية , تعبر عن ماض منتهي , ولا تعي حاضرها المقيت , الذي نعاه الضمير الحي منذ الازل , وبين بين ضاع إنسان وغابت حياة ! وعوالم من وهم , هنالك تتهافت على اخذ حصتها من بقايا ذالك الانسان المحاصر بكل لغات العنف , حتى نسي نفسه في

ايتام وآباؤهم احياء

جلس بجواري ذالك الصديق المبتسم , فسألته متطفلا وقلت (هلا حدثتني اكثر عن حياتك فانا اعرفك من فترة ولكني لا اعلم الكثير عن حياتك) فابتسم , وبدأ بالحديث وقال لي بان ابوه معه في البيت ولكنه لا يحدثه منذ 11 عشر عاما !! ولا يصرف عليه بل ويطرده احيانا من البيت , والام لاحول لها ولا قوة , في ظل هذا الاب المستبد ! وانخرط بعدها صديقي في سوق العمل وبنى لنفسه مجدا تليدا في عالم المال واصبح الناس ينظرون اليه ويقولون له هنيئا لك بأب   ينفق عليك بكل سخاء ؟ وعندما يسمعهم صديقي يبتسم وتشتعل النار في اعماقه ولسان حاله (خليها جوا تجرح احسن من تطلع بره تفضح) اتعملون ما هو حلم صديقي حلمه( هو ان يبتسم له ابوه وان يبادله مشاعر الحب والحنان , وان يبدي له عناية لكي يشعر بالأمان) سمعت كثيرا مثل هذه القصص وكأنها ظاهرة بدأت تتفشى في المجتمع ففعلا كما يقول الدكتور ميسرة طاهر ( هنالك الكثير من الايتام آباؤهم احياء !!) الشاب يحتاج الى عناية , وبيته هو مملكته , فاذا لم يكن مرتاحا في منزله , فسيصعب عليه ان يرتاح في مكان آخر . فهل المشكلة في احتياج الاباء لتربية , ام ان المشكلة في عدم استيعابهم لدورهم ف

حكاية مدينة وجمال قصة

مكة مدينة غار منها الكون جاء ابو الانبياء ابراهيم عليه السلام الى مكة بناء على امر من ربه   ووضع فيها زوجه هاجر وابنه اسماعيل , وعندما هم بالرحيل استأذن هاجر فقالت له (اذهب فلن يضيعنا الله) ومن ذالك التاريخ ومكة شامخة عزيزة الى يوم الدين. مكة تلك المدينة اليافعة التي اختارها الله في ذالك الزمان لتكون حاضنة للكعبة المشرفة من بين جميع الاوطان. مكة درة جميلة تكفل الله بها من سالف الازمان عندما قال في كتابه القران ﴿ أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ وببركات دعوات ابو الانبياء ابراهيم عليه السلام عندما قال ﴿رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ المُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ﴾ ومن ذالك الوقت ومكة مكانا للرزق وسلة للغذاء, ويتهافت عليها الناس من كل حدب وصوب , وفي كل عصر ومصر استجابة لدعوة ابراهيم عليه السل

شغف الحياة

في عالمنا الحاضر دائما أتساءل هل نحن نعيش متعة الحياة ونقبل عليها بشغف ! ومامدى استمتاعنا بالنعم التي وهبنا الله اياها ! ام اننا نتعاطى مع جميع فصول الحياة على انها اداء واجبات فحسب ! فترى غالبية الناس لا يستمتعون   بما انعم الله به عليهم , سواء في عالم العلاقات فتجده يتعامل مع اهله على ان الامور اداء واجبات فقط دونما ان يشعر بشغف الحياة وعنفوان المحبة والرحم الذي يربطه بهم ! وفي عامل الوقت لا تجدهم يستمتعون بجمال الوقت ومتعة اللحظة, وكما قال احدهم(هنالك من يحيا ليحيا, وهنالك من يحيا مستمتعا بالحياة) حتى في عامل العبادة تجد البعض يفتقر للخشوع , لا نه لا يستمتع بجمال الصلاة ويقين الدعاء وروعة العبادة, ويتعامل معها بانها اداء واجب فقط ! وإذا جئنا للأكل والشرب تجد بأنهم , لا يجدون متعة في التعاطي مع وجباتهم اليومية فتسمعهم يقولون (هب لنا ما يملأ بطوننا ويذهب جوعتنا) وكأن الاكل افتقد الى متعته وكأن الشرب غابت عنه لذته وجميل مذاقه ! وفي عالم الزوجية الذي يفترض ان يكون اجمل العوالم واحلاها , تجد ان الزوجين يتقاسمون حياتهم وكأنها دوام رسمي , يتكون من اداء واجبات يومية فقط