المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠٢١

جوالك ليس سنترال!

صورة
  الكثير من الناس لا يعرف أن جواله اشتراه لراحته وليس لراحة الآخرين! فتجد بأن جميع تنبيهاته فعالة! وترى بأن جواله لا يعرف الصمت! ولذلك تراه مضطرب طوال الوقت! ومشغول مع كل تنبيه يجعله يُمسك به في كل لحظة! ولا يكتفي بذلك إذّ يصل الأمر به الى أن يرد على الهاتف طوال اليوم والليلة! فيمكنه أن يرد حتى في وسط انشغالاته! ويمكنه أن يرد حتى في الاوقات التي لا ينبغي له فيها مثل: أثناء الصلاة أو التواجد في المسجد وفي صالة الانتظار الهادئة! أو حتى أثناء ذهابه الى الاماكن الخاصة! ويمكن أن يتجاوز الأمر الى مراحل أصعب كأن يوقظه الجوال من سابع نوم! والكارثة أن يكون هذا الاتصال بالخطأ! وقد تعكر بعض التنبيهات مزاجه أثناء اجتماع مهم في العمل، وقد يُحرجه صوت جواله العالي في المسجد! وقد تُخرجه بعض الرسائل عن جو العمل، وقد تسبب له بعض الاستجابات لبعض الاتصالات إحراج أو مشكلة معينة، لأنه يكون حينها قد رد وهو مشّوش التفكير! هذا وأمثاله يحتاجوا الى أن يعرفوا أن جوالاتهم صُنعت لراحتهم وليست لراحة الاخرين، وعليهم أن يعوا أن كثير مما يرد فيها من تنبيهات وتطبيقات ومكالمات خالٍ من الأهمية، ولا يضيف لهم سوى مزيد

الأبواب المُشرعة!

صورة
  لو نترك لأنفسنا الفرصة لكي نفكر قليلاً خارج الصندوق سنجد أن حياتنا مليئة بالأبواب المُشرعَة والمغلقة، ولكن هذه الأبواب لا تفتح جميعها بالمفاتيح المعروفة، فمن الممكن أن تكون قلوبنا إحدى هذه المفاتيح. تأخذنا خطانا في الحياة الى الكثير من الأبواب.. أبواب نفتحها، وأبواب تُفتح لنا، وأبواب لا نملك مفتاحيها.. أبواب تعلق في الذاكرة، وأخرى ننساها فور مغادرتها! وأبواب نحتاج الى علاقات خاصة لكي تُفتح لنا، وأبواب نفتحها بالكلمات، وأخرى بالأفعال.. أبواب تختصر لنا مسافات، وأبواب تُعقّد لنا بعض المسارات.. أبواب نصادف عليها حُراس، وأخرى مُشرعة تُراقصها الرياح. وإذا اجتزنا بعض هذه الأبواب قد نجد ما نريد، وقد نعود بخُفي حنين! لأن بعضها يؤدي الى المجهول.. وبعضها حتى لو اجتازه البعض فإنه لن يستطيع فتح قلوب الحاضرين! فيتساوى حينها حضوره مع غيابه. بعضهم تراه يتأمل بعض الأبواب ويقول لنفسه أو لمن حوله هذا الباب لو استطعت اجتيازه ستحقق أحلامي، لذلك نجد بعضهم قد يسهر عند أحد الأبواب من أجل تحقيق هدف معين. بعضهم يحمل مفاتيح هذه الأبواب في جيوبه، وبعضهم يفضل حملها في قلبه، فيفتح بقوة نواياه جميع الأبو

الموت ليس وحده هادم اللذات!

صورة
  عندما نفتح باب الجانب المظلم في الحياة نكتشف أن هناك أشياء كثيرة غير الموت يمكنها أن تهدم اللذات! وتجعل الضحكات تقف وسط الحلق! وتسهم في تيّبس الشفايف التي من هول ما ترى لم يعد يعرف لها الضحك طريقاً. عندما ترى البنت تأتي والفرح يملؤها بهجة وحياة لتبدأ في الحديث عن شيء من أحلامها أو بعض إنجازاتها، فتُواجه باللوم! وتجابه بتكسير المجاديف والكثير من التحطيم! ليتحول فرحها الى بكاء، وتتحول بهجتها الى حزن لا تستطيع انتشاله في وقت قصير.. فهنا يُمكننا ان نقول الموت ليس وحده هادم اللذات! وعندما نرى الشاب يحكي لبعض أقاربه عن شيء من يومياته أو يشاركهم شيء من بهجة حياته، والضحكة تكاد أن تُقسم وجهه الى أجزاء من توهجها.. ثم تكبح جِماحه مُداخلة مُرعبة، ويَظهر في الفضاء صوت ضال يُجلجل بكلمات مليئة بالتحطيم والبخس والتنقيص!! ليتحول الوهج الى برودة مُرعبة، وتتحوّل كل لحظات صخب الفرح الى صمت مخيف، وينطفئ الوهج في أعماقه! وعندها نتأكد أننا ظلمنا الموت بهذا الاتهام الذي لا يقوم به لوحده. والأمر لا يرتبط بالشباب والشابات فكل الأعمار من كلا الجنسين تحتاج أـن تروي حكاياتها، وتُعبّر عن إنجازاتها التي قد

السجن لا يعني القضبان فقط!

صورة
  يظن الكثير أن السجن هو السجن المعروف الذي يتم فيه إيداع الشخص في مبنى مُحاط بالكثير من الأسوار الشائكة ليجلس بمفرده أو مع جماعة خلف الكثير من القُضبان الحديدية وسط حراسة بشرية وتقنية مُشددة حِفاظاً على المجتمع من كل المخاطر الممكنة والمتوقعة. ولكن هناك أشخاص سجناء رغم وجودهم في الهواء الطلق! هم سجناء في سِجن الماضي وكل أفكاره المعيقة، ذلك السجن الذي لا يستطيعون الخروج منه تطاردهم أخطاء الماضي أينما كانوا. ويمكن أن يسجن بعضهم في بعض صورهم الذهنية التي تمكنت منهم، وتغلغلت في أعماقهم، وأصبحت تعيقهم عن أي تقدم منشود، وتمنعهم من كل تغيير مرغوب. ويمكن أن يسجن الانسان في عاداته وتقاليده التي حتى ولو كان بعضها لا يتفق مع الدين! إلا أنه يظل مقيداً بها ولا يستطيع الفِكاك خوفاً من الخروج من القطيع، ورهبة من صناعة التطوير والتجديد. وبعضهم تسجنه الحسناوات في عيونهن الفاتنات، فتتحول حياته رأساً على عقب، وتصبح قراراته بأيديهن، وإرادته في قراراتهن، ويتحول الى خاتم في أصابعهن لا يقدم ولا يؤخر! وربما يسجن البعض في التبعية العمياء لبعض التيارات الفكرية أو الأحزاب السياسية فيصبح رهناً لهم، ويظ

المِحن وطِينِية الإنسان!

صورة
  ولأن هذه طبيعتها فإنها لا تبقى ثابتة على حال، فكل شيء في هذه الدنيا مُتغيّر مُتحول، فمن صفا له زمن تعكرت عليه أزمنة أخرى، ومن تجملت له بعض الأيام ستُظهر له أخرى قُبحها. وهكذا دواليك تدور عجلة الحياة على البشر بين الألم والأمل، بين الفرح والحزن، بين الشك واليقين، بين الضحك والدموع، بين الوضوح والغموض، بين الهداية والحيرة، وسيظل الانسان يُخاتل هذه الدوامة واقفا يؤدي دوره على مسرح الحياة حتى تسدل الستائر. وكما تأتي الحياة المُعتادة بكل شيء جميل وتخرج أجمل ما فينا، فإن المحن والصعوبات قد تأتي بعكس ذلك، إذّ يمكنها إخراج أسوأ ما فينا من طينية آدمية! كما قال الشاعر: (يُقضى على المرء في وقت محنته حتى يرى حسناً ما ليس بالحسن)! فيمكن للشخص ألا يثبت في وقت المِحن، وينهار أمام الصعوبات، ويُخرج سوداويته، ويُظهر سوءته قولاً وفعلاً! وينحدر الى حضيض الأخلاق، ويلبس أسوأ الصفات، ويتحول إلى حاسد حاقد!! مُتذمر تلعنه الأرض التي يمشي عليها، ويلعن هو كل شيء! كلنا نتفق أن المحن والصعوبات شيء مُرهق، ولكن لا يجب أن تسلبنا انسانيتنا، وتسرق منا روحانيتا، وتجعلنا نُغادر الملاك الذي كنا عليه الى منحنيات قد لا نحم