المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠١٤

خطوبة

صورة
من الجميل أن تتجرد من حظوظ نفسك وتكتب ما تريد متحدثا عن تجاربك ليستفيد منها الناس ، فالتجربة برهان كما قالوا ، وقد قلت لصديق لي ذات مساء ، بأنني أفكر في إعداد بعض الأوراق تحت عنوان : ( القول المبين فيما يحتاجه المخطوبين ) فضحك مليا وقال لي هذا عنوان جيد  . سبحان الله فترة الخطوبة هي فترة وجدت لكي يتعرف المخطوبين على بعضهم أكثر ،  كما يقول د جاسم المطوع : بان على الزوجين أن يتعرفوا جيدا على بعضهم البعض في هذه الفترة لكي عندما يتم بينهم الزواج يكون على قناعة تامة . ولكن الذي يحصل هو العكس فتجد العائلة تترك المجال للبنت في كل مناحي الحياة ، وعندما تحصل الخطبة يتذكرون التدين المزعوم ،  ويشعرونك بان أي تواصل بينك وبينها هو عين الكارثة ، وان ابنتهم طاهرة مقدسة لا ولن تحدثك إلا عندما تكون زوجا رسميا لها . أيضا مما يلفت النظر أن الشاب يكون في عالمه الخاص لا يعرفه احد ، ولكن بمجرد أن يخطب فتاة تتجه الأنظار عليه ،  وتسلط عليه كمرات المراقبة أينما ذهب يبحثون له عن زلة قد تعرقل هذا المشروع الطاهر . ومن الغرابة أيضا أن تكون البنت لا يعرفها احد ويأتي شخص ما ويخطبها فهذا يعطيها شهرة ف

لا للقولبة ..

صورة
هنالك بون كبير بين اجيال اليوم واجيال الأمس ، وللأسف الكثير من الاباء أو الامهات يعيشون على أفكار الماضي ، ولا يعون ان الزمن تغير ، ويبدوا انهم ايضا لم يستمعوا الى قول الامام علي بن ابي طالب : ( ربوا ابنائكم لزمانهم فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم ) . فتجد الاب يريد ان يكون ابنه كما يريد هو لا كما يريد الابن ، وتجد الام ايضا تخاف على ابنها خوفا يزيد عن حده ، وينعكس هذا الخوف سلبا على حياة الابن ومستقبله وكما تقول الحكمة : ( الخوف لا يمنع من الموت ولكنه لا يهب الحياة ) وهذا التعامل مع ابنائنا وبناتنا ليس محض صدفة ،  بل أنه ينشأ مع الاطفال ، فتجد الام تقول للطفل هذه الكلمات : ( اجلس هكذا ، كل هكذا ، افعل هكذا ) وهكذا لا تترك للطفل فسحة ليكون فيها شخصيته عبر التجارب ، وكما يقول د علي شراب : ( اتركوا لابنائكم فسحة يخطئون فيها ويتعلمون من اخطائهم لان هذه هي عملية النمو الحقيقة ) ويقول ايضا د صلاح الراشد : بانك لو شاهدت كتكوتا يخرج من بيضة وساعدته بقيامك بفقس البيضة فانت هنا تسببت في اعاقة دائمة لهذا الكتكوت لان محاولاته في فقس البيضة هي تقوية لعضلاته التي ستساعده على المشي في ب

كأس ( أتاي )

صورة
يسافر الى كل الاماكن ويدخل الى اعماق الامكنة ، ويوجد في ابعد الزوايا شامخا بكل بما فيه من جمال ، تستقبله شفاة مشتاقة ، واذهان ملتاعة ، ونفوس تواقة ، ورؤس مصدعة ، ليكون لها الشهد الذي يشفي ويمتع ويجعل الروح تنتشي وتبحث عن الخطوة التالية  ..! غريب امر هذا الكأس يدمنه الجميع ، ذلك الادمان المباح الذي يجعلهم لا يعترفون بجمال الجلسة الا  برفقته ، والاغرب من ذلك ،  ان هذا الكاس متواضع جدا ،  حيث  يجالس الجميع ، فتجده برفقة افقر الفقراء ،  وبمعية اغنى الاغنياء ، والملفت انه متدين إذ يجالس العلماء فتجد الكؤوس  تدور حول مسائل الفقه واعتقد بانه لو قدر له ان يتكلم لكان مالكيا . هذا الكأس الذي نشربه في كل مكان ، وارواحنا  تتلاقى معه فنشتم رائحته من مسافة قصر ، وكلما ابتعدنا عنه كلما اشتقنا اليه ، فهو سر انسنا وعنوان فرحتنا ، وكما قالوا قديما لولا الاتاي والعيس   ..  لما صار بين الناس تأنيس  . شغف به الشعب الموريتاني والشعوب المجاورة له ، فاصبح ديدنهم وعنوان ضيافتهم بل انه ركن الضيافة الاول ، هو الشراكة الاولى والأقدم بين موريتانيا والصين ، وانا متاكد ان كل مواطن موريتاني يقدم الشكر