المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠١٣

ابتهال خاشع

صورة
يا الله .. يا ربي يا من ارحم بي مني , ما هي إلا أيام ويغادرني هذا العام , فيا ربي اغفر لي فيه الزلل , وتغاضى يا ربي عن كل تقصير , يا رب اعلم تقصيري ولكني قادم إليك وكلي ثقة في عفوك , وأملا في رضاك . يا ربي جئتك متعبا من كل أنواع الركض على ثرى هذه الحياة الفانية  , جئتك وقد تقاذفتني هذه الحياة الزائلة , جئتك من دروب التيه , جئتك راغبا في عفوك , جئتك طامعا في رحمتك بعد أن مارست الحياة تجاهي الكثير من الصفعات , نعم تألمت ولكني أثق أن هذا الألم سيأتي بعده خير كثير كيف لا وأنت ربي , وأنت من تغدق علي بالنعم حتى أصبحت استحي منك يا ربي ,  لأنك بجلالة قدرك تتنزل علي بالنعم وأتطلع إليك بالمعاصي ولكني اعرف بأنك رب كريم وانك ارحم بي مني . يا رب مع نهاية العام أرى رسائلك لي , وأمعن في تنبيهاتك لي , وما أخذُك لروح صديقي عمر إلا رسالة كبرى لي بالعودة والإنابة . يا ربي اعلم بأنك ترحم ضعفي , فأنت الرحيم وأنت الرحمن , يا ربي اعلم بأنك سترشدني إليك , وتحررني من هوى نفسي , وتبعدني عن نزغات الشياطين , ادعوك يا ربي بلغة المضارع لتمام ثقتي بك , وهنا أتذكر يا ربي قول الشاعر : وإني لأدعو الله حتى ك

الم المعرفة .. !

صورة
هل للمعرفة الم , وإن لم يكن موجودا فلماذا يصاحبنا إذن , ولماذا كلما تعلمنا نزداد ألما , وكلما تعلمنا نزداد جهلا , أسئلة تراودني دائما , ومشاعر تجتاحني كلما عرفت شيئا جديدا , ازداد ألما , وتتسع حيرتي أكثر حول هذا الكون العجيب . وقد كنت أظن بأني وحدي من اشعر بذلك , حتى سمعت احد رواد الفضاء يقول كلما صعدت إلى الفضاء ورأيت الكون كلما زادت تساؤلاتي , وحتى قرأت لأحد المفكرين حكمة جميلة يقول فيها كلما تعلمت كلما ازددت علما بجهلي , وأما الشيء الذي أراحني جدا هو بيت الشعر الذي قاله الإمام الشافعي والذي يكتب بماء من ذهب ذو العقل يشقى في النعيم بعقله ..واخو الجهالة في الشقاوة ينعم فعلمت حينها أن الأمر لا يخصني أنا فقط , وهو داء جميل يصيب القلوب الراكضة خلف المعرفة , وألم لذيذ يصاحب كل فكرة , وحالة شعورية تأتي في أثناء تلقي المعرفة , وكأنها ضريبة لابد أن تدفعها لتنال ما تريد , كالمرأة الحامل تتألم لكي تنجب خليفة الله في الأرض , وكالمزارع يشقى لكي يسعد عياله . وقد تكون لهذا الألم أسباب أخرى , ربما منها رؤية المجتمع  الصغير الذي يدور حول ذلك المتعلم أو المعلم فيشعره بأنه غريبا , كما أورد ا

المكان والزمان يتحدثان عن الانجاز ..

صورة
في رحلة الحج , ووسط هذه الأبهة الفريدة , وهذه الأعداد الهائلة , والحشود الكبيرة , تتجلى الحكومة السعودية بالإبداع , على كافة الأصعدة , منذ قدوم الحاج مرورا برحلته الإيمانية , وختاما بانجازه لنسكه وعودته إلى دياره وقد عاد كيوم ولدته أمه .. الحرم مدينة كبرى , مناظر مذهلة , إبداع في التنظيم وروعة في التصميم , فتوسعة الملك عبد الله متألقة وكأنها تروي عمق الحضارة الإسلامية , وتصميم المطاف يروي حكايات التطور , وأسبقية الانجاز , وعندما ترمي ببصرك نحو السماء ترى الساعة متألقة , وبين عقاربها حكاية قدسية وقت وطهارة مكان . المشاعر المقدسة تثير فينا عمق المشاعر , وتلهب فينا الشعور , فعرفات تلهمنا , حيث المؤتمر الأكبر , ولجمال التنظيم لا تشعر بشيء , فالأمان شعور يدور بيننا , والإيمان ينثر شذاه في قلوبنا , ومهما كان العدد هائلا حتى ولا تجاوز الملايين , فهنالك تنظيم آسر , وإدارة مذهلة , إنها السعودية اختارها الله لتكون دولة للحرمين , فنالت الدرجة الأولى في القدرة على روعة التنظيم , وإبهار الطائفيين والحجاج والمعتمرين , بل العالم اجمع عبر بث مباشر من الحرم والمشاعر , كان له الأثر البالغ في سحر ا

الرحيل الكبير ..

صورة
رحلت يا أبي إلى جنان الخلد بإذن الله في مثل هذا التاريخ قبل عشرة أعوام , رحلت وأنت تكتسي بالبياض , رحلت ملبيا , رحلت متوحشا بالبياض , رحلت وأنت تؤدي أوامر الرب , رحلت عن الدنيا ولم ترحل عن قلوبنا , فالموت حتما لا يغيب إلا الأجساد المنسية ، أما القلوب النابضة بالحب فتبقى ذكراها أبدية ... لن أنسى ليلة رحيلك قبل عقد من الزمان , لن أنسى توديعك للثرى , وقد صلى عليك ضيوف الرحمن , ووريت الثرى في المقبرة الطاهرة جنة المعلاة .. لن أنسى ضحكاتك ونحن نرافقك إلى الصلاة في المسجد الحرام , لن أنساك وأنت تسابقنا في صعود السلالم لتثبت لنا شبابك , لن أنسى حنان الأبوة في عيناك . ولا لن أنسى عندما استيقظت في المستشفى من غيبوبتي التي استمرت ثلاث أيام لأراك بقربي , لن أنسى تلك السعادة الغامرة التي عزفتها بشائر الفرح على محياك , لن أنسى ركضك كالأطفال نحو الأطباء لتخبرهم بحياتي , لا ولن أنسى , نعم رحلت ولكن أنا لم أنسى ...! لن أنسى مرافقتي لك أنت وصديقك عمي ( الشيخ محمد ابن بادي) ولمدة شهر أو يزيد إلى المنطقة الشرقية من السعودية , لن ذلك الشهر ما حييت , ولن أنسى كلماتك لي والتي منها ( يا حمد أنا أصب

عرفات .. المؤتمر الاكبر

صورة
على صعيد عرفات الكل مكتس بالبياض , هنا لا فرق بين أعجمي وعربي , هنا الأسود والأبيض سواء , هنا أغنى الأغنياء وأتعس الفقراء , هنا الذكر والأنثى , هنا الصغير والكبير , هنا الملبس واحد لا فرق بين الجميع فالجميع يكسوهم البياض , والكل جاءوا هنا , ليبلوا نداء واحدا يتجدد كل عام , قال تعالى مخاطبا نبيه إبراهيم عليه السلام  ( وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ) من كل البقاع أتوا , ومن كل الأماكن اقبلوا , وبكل الأسباب ارتحلوا , جوا وبرا وبحرا , والبغية واحدة , والرغبة سامية , انه حج بيت الله الحرام أمنية البشر مذ أن وجد الأنام . إبراهيم عليه السلام نادى , فتعطرت المسامع بالنداء , وأشرقت القلوب بالعطاء , وتتوقت النفوس للسخاء , وكتب الله لهم الحج فكان في عرفات اللقاء . عرفات قصة يحكيها التاريخ للأجيال , ويرويها الأجداد للأحفاد , فبعد عرفات يلقب مروان بالحاج مروان , وبعد عرفات تنادى مريم بالحاجة مريم , هي وسام , هي تاج يوضع على رؤوس الحجاج , ليعودوا إلى بلدانهم حاملين الفرح , مغتسلين من الذنوب والخطايا , يعودوا وقد وضعوا لبنة كبرى في بناء تاريخهم المجيد . عر

ايقونة حائرة ..!

صورة
قصة قصيرة يتسلل مروان إلى  غرفته باحثا عن شيء من الاستقلالية , وقليل من الوحدة الصامتة , فالكون من حوله مزدحم بالتنازع والروح في أعماقه يزاحمها التصارع  . في غرفته لا يصدق نفسه , يتنهد , آآآه , وأخيرا أصبحت وحدي , حيث البحث عن الذات في غياهب الحياة , البحث عن الذات في تحقيق الكينونة , هنا أنا هنا ذات تريد أن تكون شيئا مذكورا , هنا ذات تبحث عن مأوى في زحام الحياة . المنظر عبارة عن بعثرة , بطانية نائمة ترتمي على سرير صامت , أدوات مبعثرة وكأنها تحكي عن شتاته , تلفاز اسود يرمقه بنظرة لامعة , جوال مقفل في الزاوية , وزجاجة عطر ملقاة على الأرض وكأنها تشير إلى سقوط شيء ما من حياته ! صمت الحنين يغشاه , ووجوم الحيرة يحوطه من كل مكان , والدنيا كأنها شريط سينمائي يدور في جبهته وكأن هذا الشريط شيخ مسن يروي له حكايات السنين وقصص الماضي الدفين ! مقرفصا في منفاه والأسئلة المزدحمة بالفضول في أعماقه تتصارع , بكل اللغات المبهمة , لتشكل عالما من التعجب , وعلامة مستفهمة لكل تلك المشاهد العائمة على  أرض الوجود ! وحده مروان هو من يستطيع الإجابة , وحده مروان هو من يعرف سر السؤال , لتكون الإجابة