موسيقى الانتظار .. !

يرن الهاتف تنظر اليه وهي تداعب خصﻻت شعرها وتقول في نفسها وبأنوثة طاغية دعيه لكي يتأدب .. وكما قالوا تظل الانثى تركض خلف الرجل حتى تمسك به وإذا ظفرت به جعلته يركض خلفها  .. !
في الجانب الاخر وعند نافذة الليل يعزف الجوال موسيقى الانتظار فكل رنة صامتة تعبر عن قلق واجم وكل ما مضى الوقت هب الخوف عليه واجتاحته الاسئلة .. !
وبعدها يستيقظ فيه شموخه الذكوري قائلا  اتتعبك انثى واحدة والكون ممتلئ بالجميلات ويتذكر حينها قول (اوفيد) في الليل كل النساء جميلات وينتشي حينها قائلا لن اتصل مرة اخرى فإذا به سارحا في رسائلها وغارقا في خيالها ولسان حاله تضحكين ﻻهية والصب ينتحب ..!
وهنالك ينثر الصخب مداه وتعلن الانوثة رقصتها وتتمايل المنتظرة تهامسها صديقتها ماذا فعلت به فتجيبها بنبرة ثقة تركته يحترق فالدفء في ليالي الشتاء جميل وتبعث برسالتها الضاحكة وتغمز بعينها الساحرتين غمزه خبث انثوية خيالية وكأنها تتوافق مع فطرتها ان كيدهن عظيم ..
وبعيدا عن الصخب والجنون الانثوي المثير  يجالس هو وحدته ويعزف موسيقى الانتظار ويرنوا من النافذة الى المدى متربصا نغمات الانوثة وهمسات السحر !
وإذ بالهاتف يرن يركض اليه ويرتمي عليه فإذا به صديقه مسامر .. يتساءل ماذا يريد هذه الساعة يتمتم .. يفكر .. يرد عليه اهلا مسامر .. مسامر يقول له ما بك نبرتك حزينة هههههه ﻻزلت تنتظرها ويضيف انهن النساء يذهبن لب الرجل الحازم فما بالك انت كشاعر حساس حتما سيذهبن بك ولكن احذر فالحب معنى سام والبلغاريين يقولون ﻻ تثق بشمس الشتاء و ﻻ بقلب المرأة ..
يقاطعه قائلا ولكني احبها وتحبني والدليل اننا واجهنا اعاصير وأشياء قوية وتجاوزناها بسﻻم وهذا مقياس يبرهن قوة ترابطنا ومدى حبنا وصﻻبة حبل وصالنا ..
هنا يؤكد عليه مسامر قائلا وعين الرضى عن كل عيب كليلة كما
كما ان عين السخط تبدئ المساوي  ..
يتمتم هو قائلا يبدوا بأنه ﻻنصيب لي في الحب تعبت من التجارب .. يبدوا ان للحب اهله وأنا لي نفسي والوجود المتوحد ويقول متوعدا ان لم تعودي يا فتنة الروح سأرحل وتذكري باني لست ذلك الكرسي الذي ترتادينه كل مساء وسط تلك الحديقة ..
تعود هي لتستلقي على سريرها وبنشوة طاغية تقلب الرسائل المشتاقة في جوالها وتبتسم ويغمرها شعور آسر بالتفوق عليه وكأنها بريرة وكأنه مغيث ... !
ويدور الزمن وتعود اليه قائلة وببرود كنت مشغولة فسامحني فأنت عمري الباقي .
يتمتم ويتظاهر بالرفض والغضب ولكن عيونها الاسرة تناديه بالعودة وتستجديه الغفران فمهما قست عليه لن ينسى وقفاتها الجميلة في سالف الازمان .
ويستحضر هنا ان المشكلات هي ملح الحياة وﻻبد من افتراق محترق لتكون العودة ابهى وأجمل وأكمل .

حمد الكنتي 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رثاء عن الراحل معيض سعدون العتيبي رحمه الله

قصتي مع مرض السكر! #حمد_الكنتي

ملامح من حياة المرحوم الشيخ احمد اباتي رحمه الله