العجائز روح الحياة

العجائز روح الحياة
قالوا إذا اردت ان تكون سعيدا فجالس مسن او لاعب طفل , فالأول لم يعد لديه شيء يخسره , والثاني مقبل بشغف البراءة نحو الحياة .
اجدني دائما اشد رحالي نحو العجائز , فعندما تجالس عجوز ترى على وجنتيه حكاية التاريخ , وتلمس في قدميه الكثير من الركض القديم في مناكب الارض , وتسمع من فيه روايات الماضي التي يهمس بها اليك ويرنوا للمدى حتى تود ان تقفز امامه لتعرف الى ماذا يبصر .
وأنت جالس معه لا ترى سوى البساطة , بعيدا عن زخرفة الدنيا وحضورها الممل , لا تسمع منه سوى القصص الرزينة التي تخرجك من واقعك المزدحم , حقا تشعر بأنك في محطة حياة , تتزود بها للغد المشرق , او انك امام شهم يختصر لك الحياة ويقدم لك خلاصة تجربته , ويتوارى عنك نحو محرابه لترفرف انت كطير في فضاء .
ولكن يؤلمني جدا سماع انين العجزة , فعندما تجالس عجوز ويقول لك تركني الناس فأعلم انه مل الوحدة , وداوم على زيارته خصوصا لو كان قريبا لك .
مؤلم جدا ان تجالس كبار السن وترى التنكر في عيون ابنائهم , ترى التجاهل , ترى العبث بالمشاعر , من اجل دنيا فانية , وأنا عندما اشاهد ذلك المنظر اخشى حتى من أن اكون ابا .
أيها القارئ من المهم ان تعي هنا ان كبير السن هو في حقيقته طفل يحتاج العناية , يحتاج التقويم والتوجيه , ويحتاج الى من يبوح له
ويحتاجك اكثر من ذي قبل , فكافئه عن تلك الايام التي سهرها من أجلك .
وأنت ايها المسن تحرر من سجن الماضي , واقبل على حياتك بشغف , فكما يقول الدكتور علي شراب ( بأن الكبر نمو حقيقي , وليس كما يعتقد البعض بأنه انحدار ) أقبل على الحياة تقبل عليك , وعشها كما لو لم تعشها من قبل , وكن أنت النور المضيء , وصاحب الرسالة المنتظر .


كتبه : حمد عبد العزيز الكنتي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رثاء عن الراحل معيض سعدون العتيبي رحمه الله

قصتي مع مرض السكر! #حمد_الكنتي

ملامح من حياة المرحوم الشيخ احمد اباتي رحمه الله