ثباتنا يكمن في الايمان

 

نمشي في هذه الحياة بطاقة الايمان الكامنة فينا خصوصا ان الايمان هو الذي يجعلنا نقف على ارض صلبة ويوازن حياتنا في وجوده وعدمه ليجعل طريقنا اما سعادة او شقاء وهذا ما وضحه الله بقوله في سورة طه (ومن يعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا).

ولفظ الايمان يتكرر دائما في القران فالله حينما يخاطب عباده يقول: (يا ايها الذين امنوا)، ويقول في اية أخرى (انما المؤمنون أخوة) ويقول سبحانه (الذين امنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم، اؤلائك لهم الامن، وهم مهتدون) فهذه الايان وغيرها من الآيات يؤكد لنا الله فيها على اهمية الايمان وان هداية الانسان لا تقوم بدونه ويبرهن على ان الانسان بلا ايمان تائه دائما حيران!

وهي مراتب؛ حيث امرنا الله بالإسلام كمرحلة أساسية ثم قرن به الإيمان الذي هو مرتبة أعلى من الاسلام ولقد وضح ذلك الله في القران: (قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا، ولكن قولوا أسلمنا ولمّا يدخل الايمان في قلوبكم).

ثم تأتي فوق مرتبة الايمان مرتبة الاحسان وهي اعلى المراتب: والتي تعني تمام الاحساس بالله سبحانه كما وصفها النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل (ان تعبد الله كأنك تراه، فان لم تكن تراه فانه يراك).

والايمان لا يمكن أن يأتي بالوراثة أو الغصب فمنطلقه الحرية كما قال الله في القران (لا إكراه في الدين) وقال في اية اخرى (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر).

والايمان رزق من الله فمن رزقه الله الايمان وثبته عليه فهذه نعمة كبيرة كما قال الله في القران (من يهد الله فهو المهتد، ومن يضلل الله فما له من هاد).

ولهذا فانه على الانسان ان يشكر الله على نعمة الايمان، ويحمد الله ان اختاره من بين جميع البشر ليكون عبدا مؤمنا بربه، ومتبعا لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم لينال الجائزة التي وعده الله بها بقوله: (يثبت الله الذين امنوا في الحياة الدنيا وفي الاخرة).

وعدم الايمان يعني الضبابية والوقوف في المناطق الرمادية والبقاء في ظلمة التيه وغيابة الضلال وبوجوده نخرج من الظلمات الى النور ومن الشتات الى البصيرة ومن الضياع الى الهداية وعلينا دائما علينا ان نقول في دعائنا اليومي: (اللهم ارنا الحق حقا، وارزقنا إتباعه، وأرنا الباطل باطلا، وارزقنا اجتنابه).

كتبه/ حمد عبد العزيز الكنتي

نشر في تطبيق wesalam