متعة زيارة النبي صلى الله عليه وسلم

 

أُعطي النبي صلى الله عليه وسلم مكانة من ربه لم تمنح لغيره، ومنها ان الله جلت قدرته صلى عليه وملائكته الكرام، وامرنا في القران الكريم بالصلاة عليه قائلاً: (ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما).

ومن حب الله سبحانه له منحه صفتين من صفاته حينما قال في القران الكريم (لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عندتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم).

وربط اسلام المسلم بالشهادتين (اشهد ان لا أله الا الله واشهد ان محمد رسول الله) وبدون ان يشهد برسالة محمد صلى الله عليه وسلم لم يتم اسلامه.

بل لا يتم أي اذان للصلوات المفروضة الخمسة دون ان يتم تجديد الايمان برسالته في ثالث مفردات الاذان.. ولا تتم الصلاة التي تشكل الركن الثاني من اركان الاسلام الا بالصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم في التشهد الاخير من كل صلاة سواء كانت الفريضة او النافلة.

وهذا شيء قليل من مواطن كثيرة شرف فيها الله خاتم الانبياء وسيد المرسلين نبيه محمد صلى الله عليه وسلم عن باقي الانبياء والبشر بل جعل رسالته صلى الله عليه وسلم للناس كافة كما قال في القران الكريم (وما ارسناك الا رحمة للعالمين).

فهذه الامتيازات وغيرها جعلت احوالنا كمسلمين ينبغي ان تكون منسجمة مع محبته صلى الله عليه وسلم كما احبه الله وحبنا يعني ان نحب الاماكن التي سكنها سواء مكة المكرمة التي مضى فيها قرابة خمسين عاما من عمره او في المدينة المنورة التي قضى فيها اخر ثلاثة عشر سنة من عمره عليه الصلاة والسلام.

ويا لجمالنا حينما نستصحب تلك العناية الربانية به صلى الله عليه وسلم ونحن نتحرك صوب المدينة المنورة التي شرف الله ارضها باحتواء قبره الكريم تلك المدينة التي لو تحدثت لروت لنا السيرة النبوية الشريفة بكل تفاصيلها.

وعندما تأخذنا الخطى نحو مسجده الذي شرفه الله ايضا بمضاعفة الصلاة فيه ألف مرة عن جميع المساجد سواه الا المسجد الحرام كما قال النبي صلى لله عليه وسلم في الحديث (صلاة في مسجدي هذا تعدل ألف صلاة فيما سواه الا المسجد الحرام).

وقبل ان تزوره يمكنك زيارة الروضة الشريفة التي قال صلى الله عليه وسلم في فضلها (ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة) لتنعم فيها بركعتين تستشعر فيهما عظمة المكان وعراقة الموقع وفضل المساحة واجر الصلاة.

لتاتي اللحظة المنتظرة وهي زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه ابو بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهم تلك اللحظة التي تصيب الجسد بالقشعريرة وتلهب المشاعر بالهيبة وانت تقف امام قبره صلى الله عليه وسلم مصطحبا لكل المزايا التي كرمه الله بها ومستحضرا للأدوار الكبيرة التي قام بها صلى الله عليه وسلم في اخراج الامة من الظلمات الى النور.

خطوات بطيئة تمضي بنا امام مرقد سيد البشر صلى الله عليه وسلم حيث السماحة والقداسة.. تلقي قلوبنا السلام قبل الافواه وتتحدث الافئدة قبل الالسن وتُعبّر الدموع عما يخفى في القلوب ويصغي الجميع لصمت المكان المهيب حيث يهامس الجميع ربهم متأملين -ببركة المكان- القبول منه.. لحظات من الروحانية الفائقة التي تغشى الوجدان وتهز الكيان.. فكل المعاني تصغر وكل الشخصيات تتلاشى امام قيمة النبي صلى الله عليه وسلم.

كتبه/ حمد عبد العزيز الكنتي

 

 فيلم صاحب المقام وتجدد قضية التوسل "السوشيال ميديا تجني على الدين أحيانًا"

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رثاء عن الراحل معيض سعدون العتيبي رحمه الله

قصتي مع مرض السكر! #حمد_الكنتي

ملامح من حياة المرحوم الشيخ احمد اباتي رحمه الله