سلبية التحطيم!
اعرف ان التحطيم يسري في مجتمعاتنا
العربية بشكل كبير وللأسف ! حتى اصبح عادة سيئة تنهش في عقول الاجيال ! فتحطم من
نفوسهم ، وتكسر مجاديفهم ، حتى يظل كل واحد منهم يراوح مكانه ! .
ولكنني الاحظ دائما في تجمعات الشباب ،
سواء في المقاهي ، او الاستراحات ، او العُزب، تفشي قضية التحطيم بشكل كبير ، فما
ان يفصح احد الشباب عن حلم من احلامه ، حتى يواجهه البقية بسهام التحطيم القاتلة !
.
وما ان يفكر آخر في تطوير حياته ، حتى
يتحامل عليه البقية بعبارات مليئة بالتنقيص ، والاستهزاء منه ، حتى يندم على
إخباره لهم ! .
واذكر ان الكثير من الشباب عندما
اجالسهم في الاماكن المزدحمة بأقرانهم يصمتون ! ولكن عندما نلتقي بعيدا اكتشف فيهم
الكثير من الابداع ! فسألت واحد منهم ذات مرة : لماذا لا تبشرني بإبداعاتك امام
الشباب ؟ فقال لي : هل تريدهم ان يقتلون طموحاتي بتحطيمهم ؟ .
فكرت في هذه القضية السلبية - والتي
تخالف الهدي النبوي وكل الاخلاق الفاضلة ! فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يشجع
الناس ، ويحفزهم ، ولم يكن صلى الله عليه وسلم مُحطِما قط - فوجدت انها تعود الى
بعض الاسباب التالية :
اولا : الشباب الذين يحطمون هم منهزمون
اصلا ، ولذلك لا يريدون لغيرهم ان يتميز عنهم ، حسدا من عند انفسهم ! .
ثانيا : انهم أيضا اعتادوا التحطيم في
منازلهم ، وبالتالي اصبحوا هم يمارسونه ، حتى اصبح عادة سلبية لديهم ! .
ورغم معرفتنا بان التحطيم عادة سلبية ،
الا ان هنالك حلول لو اتخذها الشاب ، ستشتكل لديه حواجز صلبة تجاه التحطيم ،
والانتقاص ، منها :
اولا : الثقة بالنفس ، فلو كان الشاب
واثقا من نفسه ، فلن يضره أي مُحطِم سلبي قاصر التفكير .
ثانيا : اختيار الصديق ،فالإنسان عندما
يختار صديقا يشترك معه في اشياء كثيرة ، سيجد بشكل تلقائي أن التشجيع المشترك
بينهما قد نما .
ثالثا : على الانسان ان يعرف توجهات
المجموعة التي سيتحدث بينها ، فاذا كانت طموحاته بعيدة عنها ، او لا تفهمها ، كما
تقول الحكمة الصينية ( كيف يعرف السنونو الصغير طموحات الاوز الكبير ! ) فعليه ان
يبحث عن مجلس اخر يفهم طموحاته اولا ، ويقدرها ثانيا ، ويشجعه عليها ثالثا .
رابعا : تقول الحكمة ( اصنع من
الليمونة الحامضة شرابا باردا حلو المذاق ) فعلى الانسان ان يحول تحطيمهم الى وقود
فعّال ، يشعل في قلبه طاقة النجاح ، والتميز .
خامسا : على الانسان الذي يعشق التحطيم
ان يتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم ( قل خيرا او اصمت ) وعليه ان يعي الحكمة
التي تقول ( ليس العظيم من قال عنه الناس انه عظيم ... انما العظيم بحق من يُشعر
من بحضرته انهم عظماء ) ويعي ان الحياة صدى ، فما تفعله سيعود عليك ، وكما تدين
تدان ! .
سادسا : على المُحطِم أن يعرف ان الناس
تحب من يُسمِعها الكلام الحسن ، ويشجعها في طموحاتها ، ولذلك قد تجد من يشكرك على
كلمة مُحفّزة قلتها له قبل سنوات طويلة ، ومع ذلك لم ينساها ! بل يعتبرها جميل منك
، اسديته له في لحظة كان يحتاجه فيها . وبالتالي فانك أيها العاشق لتحطيم الاخرين
، والحط من قدرهم ، اذا ظللت على نهجك السيء ، فلن تستفيد الا خسارة العلاقات !
وسينفضّ الناس من حولك ! وتبقى حيناها سراب لا معنى لك ! .
حكمة المقال : التشجيع ثلث المساعدة !
( مثل إيطالي ) .
حمد الكنتي
تعليقات
إرسال تعليق