المساجد طريقنا نحو الله

 

يقول الله في كتابه الكريم (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا) ورغم اهميتها عند الله الا ان البعض لا يقدرها حق قدرها، فترى بعض المناظر لا تليق بالمساجد، فإما ان تجد مسجد وسط سوق السمك! أو تصلي في آخر متسخ! أو إذا فاتتك ركعة داهمك بعض المستعجلين الذين يشقون الصفوف شقا! وكأن العالم سينتهي في ثواني!

أو أن يصلي بجوارك شخص كريه الرائحة! أو أن يغمز شخص كتفك قاطعاً خشوعك لكي تزيح له المكان ليلتحق بالصف الاول! أو غير ذلك من المشاهد التي لا تليق بقدسية المكان، ولا تتوافق مع قداسة الصلاة حيث الوقوف الخاشع بين يدي الله.

ولكيلا لا نقسوا فهنالك مساجد أخرى يكون المشهد فيها مختلف، فتجد في آخر الصف متسع صغير لمن يريد أن يخرج من المسجد مبكرا دون أن يؤذي بقية المصلين.

وترى العناية متكاملة في المسجد؛ بداية من النظام الصوتي الصافي، مروراً بالفرش الوثير، وصولاً الى النظافة العامة، والرائحة المنعشة التي تجعل الانسان يتمنى ألا يخرج من المسجد، ويؤدي صلاته بكل سكينة خاشعة.

تسمع الاذان، وتردد مفرداته مع المؤذن.. ثم بناء على أمر الله في القران الكريم (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ) تتوضأ في منزلك، وتلبس أجمل ملابسك لتأخذك الخطى نحو المسجد بكل رفق وطمأنينة تزداد كلما تقترب أكثر فأكثر.

تصل للباب تخلع نعليك، وكأنك تستعد للتخلص من ذنوبك تضعها في مكانها المناسب، ثم تفتح الباب لينعش حواسك نسيم المسجد الطاهر فيزيدك هدوء وبهجة.

تصافح المسجد بركعتين تنسى فيهم هموم الحياة، تأخذ مكانك وتفتح المصحف لتأخذ جرعة سكون بعيداً عن صخب الدنيا وزحمة الاعمال.

يغمرك صوت المؤذن مُعلناً اقامة الصلاة، تقف بين يدي ربك وقد التصقت اقدامك بكل من بجوارك، كل الجوارح تستقبل القبلة، يُنادي الامام الله أكبر من كل شيء، تدخل في اعماق الصلاة وفي السجود تبحث عن أقرب نقطة في الالتقاء بالله وقد تبرأت من كل شيء والتجأت بكل ضعفك له سبحانه وتعالى.

تمرّ اللحظات الروحانية الخاشعة سريعاً تنتهي الصلاة، تصافح من هو على يمينك وشمالك، ثم تطلق العنان لتسبيحاتك لتشعر بأن الله معك في كل مكان

تأخذ من صلاتك واذكارك طاقتك نحو العمل والابداع يودعك باب المسجد بينما تمتم بقول: (اللهم افتح لي ابواب فضلك)، وتنطلق نحو حياتك بكل طاقة نفاثة، شعارك في ذلك قوله تعالى (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ).

حكمة المقال

يمكنك ان تلتقي بربك في كل مكان، كما قال النبي صلى الله وسلم في الحديث (جُعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً فإيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل) متفق عليه.

كتبه/ حمد عبد العزيز الكنتي

 

 رمزيات مساجد إسلامية جميلة صور رمزيات حالات خلفيات عرض واتس اب ...

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رثاء عن الراحل معيض سعدون العتيبي رحمه الله

قصتي مع مرض السكر! #حمد_الكنتي

ملامح من حياة المرحوم الشيخ احمد اباتي رحمه الله