تدافع المجموعات في واتساب
في ظل التنافس المحتدم في وسائل التواصل الاجتماعي كتبت قبل عامين أو أكثر مقال بعنوان (وسائل الاتصال ووهم الشك) وكنت أظن بأنه المقال الوحيد ، ولكني وجدت بأنني في حاجة ماسة لكتابة مقال آخر حول جزئية مهمة من منوعات التواصل الاجتماعي ، ألا وهي الجزئية التي تتعلق بالمجموعات في وسائل الاتصال وخصوصا ( قروبات الواتساب !! ) .
أصبحت اليوم مجموعات التواصل الاجتماعي
كثيرة جدا خصوصا أن اغلبها مجانية ، ولا تكلف على الإنسان شيء ، وبالتالي أصبح
الجميع يتسابق نحو إنشائها تحت عدة نوايا منها ( الرغبة في الشهرة ، أو حب الخير
والتواصل بين الناس ، أو شهوة السيطرة والقيادة ) إلى آخر ذلك من الرغبات التي تضج
بها صدور كل من إنشاء تلك المجموعات .
ومن الملفت أن هذه المجموعات أصبحت
تشكل للإنسان عدة شخصيات فتجد أن الشخص أصبحت لديه عدة شخصيات فهو في مجموعة
العائلة الناسك المتعبد ، وهو في مجموعة أصدقائه الضال المعربد ، وهو في مجموعة
الثقافة المتعلم المحترم ، وهكذا يتشكل بين الشخصيات في مجموعات كثيرة ربما لا
يعرف كيف وُجد فيها ؟ ومن أضافه ؟
إن مشكلتنا اليوم ليست مع الإضافة في
المجموعات ، وليست أيضا مع الإضافة المفاجئة التي لا يستأذننا احد فيها ! وكأننا
أبناؤه ! أو شيء من متاعه ! مشكلتنا هي مع الحساسيات التي تنبع من هذه المجموعات ،
فمثلا لو أضافك شخص إلى مجموعته وخرجت منها ظن بك الظنون ، وربما ضاق ذرعا منك
وأخرجك من دائرة علاقاته ، لأنه يرى أن خروجك من مجموعته انتقاصا منه !!
والحساسية الأخرى تكمن في أنه لو أضافك
احدهم إلى مجموعته وكنت صامتا مشغولا لا تشارك لأتهمك بالكراهية والغرور ، ولن
يلتمس لك عذر الانشغال ، أو يقّدر أن لديك توجهاتك الخاصة ، وأولوياتك المهمة .
واعتقد من وجهة نظري أن الإنسان لكي يحبب
الناس في مجموعته عليه أولا : أن يرسل رسالة يخبرك فيها بان لديه مجموعة لها صفات
معينة ويستشيرك بقوله هل تريد الانضمام أم لا .
ثانيا : بعض المجموعات تتشابه فتجد انك
في ثلاث أو أربع مجموعات تحتوي نفس الأشخاص وبالتالي هذا تكرار ينبغي أن يزيل
الشخص تلك المجموعات المتكررة ويبقي واحدة تناسبه .
ثالثا : يا صاحب المجموعة رفقا بمن
ضممتهم لك سواء كانت إضافتك لهم بالاستشارة أو بدونها ، ترفق بهم وقدر انشغالاتهم
، واحترم أولوياتهم ، وتفهم أوضاعهم ، خصوصا إذا كنت لا تراهم إلا في عالم التواصل
الاجتماعي لأنه لا يعبر عن حياتهم الحقيقية .
وإذا خرجوا من عندك لا تعتبر ذلك قدحا
فيك ، وإنما تفّهم أنهم ربما لم يجدوا بغيتهم عندك فقرروا الرحيل ، وهذا لا يضر
احد بالطبع . وإذا صمتوا في مجموعتك فربما لديهم انشغالاتهم الخاصة ، أو أن ما
يطرح في مجموعتك لا يفهموه ، أو لا يحبذون الحديث حوله ، فلا تصّر عليهم بالحديث ،
ولا تجبرهم على التحدث .
حكمة المقال :
لو قضينا أوقاتنا في متابعة مجموعات
التواصل لضاع منا كثير من الوقت في أشياء لا تعود علينا بالنفع والفائدة .
حمد
الكنتي
تعليقات
إرسال تعليق