سبر لأغوار الكتابة #حمد_الكنتي

 

في رحلتي مع القلم واجهتني أسئلة كثيرة ، كيف تكتب ، وفي أي وقت تكتب ، وكم من الوقت تستغرق في كتابة المقال ، وهكذا تتابع الأسئلة ، ولكن السؤال الذي اثر فيني كثيرا , وكأنه أيقظني من سباتي ، كان لإحدى القارئات التي سألتني : لماذا تكتب ..! سبحان الله كان سؤالها صفعة ناعمة تضرب في أعماقي فقلت لها هذه الإجابة (أكتب لأفيد الناس وفق هذا المشترك الكوني ، ولأنفس عن نفسي ، وأحقق موهبتي واضع بصمتي ) وأثار في هذا السؤال ذكرى قديمة وهي أني أعرف اسأل وربما لا اعرف الإجابة خصوصا فيما يتعلق بنفسي .

وبخصوص الكتابة أجدها عالما وسعا ، هي من السهل الممتنع ، فربما رأى احدهم مقالا فقال هذا سهل واستطيع أن اكتب مثله عشرات الصفحات ولكنه لا يستطيع أن يتجاوز سطرين فقط لأنه لا يمتلك الموهبة وأيضا لا يمتلك الدافع ، فالكتابة عملية تدور حول الموهبة أولا ثم تنتقل إلى القراءة ثانيا فمن لا يقرأ لن يكتب واقصد هنا القراءة بمعناها الشامل وخصوصا إننا اليوم في عالم التقنية ، فربما تقرأ كتاب أو تستمع لكتاب آخر وأنت في سيارتك أو تشاهد فيلما وثائقيا وهكذا هذه كلها أبواب قراءة ، فهي تضيف لك المعلومة وتغذيك بالكلمات التي هي لب المقال أو الخاطرة ، وتعطيك التصاوير الجمالية التي تجعل الخاطرة خصوصا أكثر جمالا ، وتكون كلماتها أكثر تأثيرا ، وتضرب في أعماق الوجدان وكما يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( إن من البيان لسحرا ) . ثم في كتابة المقالات يعزز الإنسان نفسه بحضور دورة فن كتابة المقال أو ما شابه ذلك ، ويقرأ لمجموعة من الكتاب المتألقين ، ويواكب الأحداث ليكتب مقالاته إن أراد أن تكون مقالاته تحليلية أو صحفية . ومن المهم هنا أن يضع الكاتب لنفسه هدفا من الكتابة يعني مثلا يقول : أنا كتاباتي تطويرية أو ثقافية أو سياسية ، وهكذا يضع لنفسه خطا ، لكي لا يجد نفسه بعد ذلك في ما يسمى بمرحلة ما يطلبه المستمعون أو يجرفه التيار يوم هنا ويوما هنالك ومن لم يجعل له خطة سيكون ضمن خطة الآخرين . وأخيرا عليه أن يتقبل النقد البناء ، ولا يعيقه النقد الهدام ، لأنه واثقا من نفسه ، عارفا طريقه ، قد حدد أهدافه ، وفهم مقاصده ، وثبت قدميه على الطريق ، وبداية النجاح خطوة في ألف ميل ، سهلة وميسرة بإذن الله وتوفيقه

حكمة المقال

الكتابة لا تاتي بين عشية وضحاها فلابد لها من القراءة الدائمة والكتابة المستمرة والنقد المتواصل حتى تصقل الموهبة ويصبح القلم اكثر رشاقة .

 

كتبه/ حمد الكنتي

رمزيّة أدوات الكتابة وأثرها في صناعة المعنى الشّعريّ - جمعية الأوان

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

محطات من حياة الوجيه والأكاديمي الدكتور أحمد فال الكنتي رحمه الله

محطات من حياة الفقيد محمد محمود الهاشمي رحمه الله

محطات من حياة أبي عبدالعزيز الكنتي رحمه الله