حوار: الكاتب والممثل أحمد المفتاح: مستقبل المسرح المحلي غامض

 

ألقى بظلاله على الدراما المحلية عشق المسرح منذ الطفولة حيث اعتلى خشبته لأول مرة في المدرسة عام 1986 حينما كان يقام المسرح في قطر مرة كل ستة أشهر، لتصقله تجاربه مع مسارح المراكز الشبابية التي تعامل فيها مع العديد من المؤلفين والفنانين والمخرجين، حيث كانت بدايته عبر التعاون مع المؤلف والمخرج المحلي عبد الرحمن المناعي في أعمال لاقت صدى جيدا. ثم واصل المسيرة ليقدم عدة أعمال مسرحية في دول خليجية ليحصل بعد ذلك على العديد من الجوائز منها جائزة مهرجان المسرح الجامعي في البحرين في العام 2010، وفي عام 2016 حصل في مهرجان المسرح الجامعي الخليجي في سلطنة عُمان على جائزة لجنة التحكيم للأداء الجماعي في مسرحية من تأليفه وإخراجه. وحصل في شهر مايو الماضي على المركز الثالث في الدورة الثامنة من مهرجان آفاق المسرحي عن مسرحية من تأليفه وإشرافه، وغيرها من التفاصيل التي سنتعرف عليها بين ثنايا الحوار التالي:

 

•حدثنا عن بداياتك مع المسرح المدرسي؟

** البداية كانت صدفة من خلال تسجيل اسمي في فريق المسرح حينما دخل علينا مدرس اللغة العربية لتجميع أسماء الطلبة الذين لديهم الرغبة فسجلت اسمي بعد إلحاح من أحد الزملاء.

• هل بدايتك الحقيقية في المسرح تعتبرها من العام 1986 أم من العام 1996 ؟

**في العام 1986 كانت بداية أولى في مرحلة الإعدادية، إلى أن جاء عام 1993 فوجدت نفسي مخرجاً ومؤلفاً وممثلاً بدون منهجية، لتبدأ بعد ذلك في العام 1996 مرحلة كنت فيها أقرب للاحتراف من خلال المشاركة في اليوم العالمي للمسرح مع المخرج الأكاديمي المتخصص سالم الجحوشي، وتواصلت هذه المرحلة لعدة سنوات. أما المرحلة الموالية فبدأت من عام 2003 من حيث النضج والذروة في جميع النواحي تمثيلاً وتأليفاً واخراجاً لعدد من الاعمال المسرحية. وفي العام 2010 كانت ذروة الذروة من خلال المسرح الذي أحببته وهو المسرح الجامعي، والذي نتج عنه حصولي على جائزة أفضل عمل متكامل في مهرجان المسرح الجامعي في البحرين.

• من شجعك في بداياتك المسرحية؟

**جميع الناس الذين عملت معهم كان لكل واحد منهم دور في كل مرحلة مررت بها بداية بمرحلة المسرح المدرسي مع الفنان عبد المنعم عيسى ومرحلة مسرح الأندية مع الفنانين عبد الواحد محمد وأخي ابراهيم المفتاح وطالب الدوس، ومسرح الفرق مع الفنانين ابراهيم محمد وعبد الرحمن المناعي، اضافة الى المشاركات الخارجية ومهرجانات المسرح التجريبي التي عملت فيها مع الفنانين خالد الملا وسلمان المالك والدكتور حسن رشيد والمرحوم حسن حسين. ولن أنسى فضل ودور الأستاذ سالم الجحوشي والأخ علي الخلف وأحمد الفضالة وعلي الشرشني زملاء الرحلة، والفنان أحمد زكي كمساعد أيمن الذي شكل عينا أخرى أرى بها أعمالي المسرحية..

• كيف تصف التجربة مع الأستاذ عبد الرحمن المناعي؟

**كانت تجربة ثرية ومتميزة وهامة أستفيد منها حتى اليوم، رغم أني عملت معه -وللغرابة- في عملين فقط.

• ظهورك في المسلسلات التلفزيونية كان ظهورا يتيما في العام 2000 فقط. لماذا لم يستمر؟

** وجدت نفسي في الأعمال التلفزيونية التي تحتاج الى تفرغ، مع انني عدت في عدد من الأعمال القصيرة، ورغم ان ظهوري نادر في التمثيل إلا أن الناس لا يعرفوني إلا بالممثل.

* اين الفنان المحلي من الدراما الخليجية؟ وهل لضعف الدراما القطرية دور في ذلك؟

** الفنان المحلي أصبح كالعملة النادرة للعدد البسيط جدا من الفنانين المحليين إذا ما قورنوا بغيرهم في الدول الأخرى، إضافة الى عدم وجود روافد واضحة تثري الساحة بالفنانين الذين يمكن أن يكونوا متواجدين على خشبة المسرح كوجود المعاهد الفنية. والدراما المحلية ليست ضعيفة

لأنها كانت منافسة قبل فترة من الزمن، واستمرت لعدة سنوات، لكنها توقفت تماماً لأسباب متعددة، والامر يحتاج شجاعة في انتاج اعمال مثل السابقة.

• كيف ترى مستقبل المسرح المحلي؟

**المسرح المحلي مستقبله غامض، ولا يمكن مقارنته بواقع أي مسرح آخر، فلكل مجتمع واقعه وأعماله وماضيه وحاضره، وعليهم الاستفادة من تجارب الاخرين وليس شرطا أن تطبق كما هي.

• عناية الدولة بالثقافة من خلال (كتارا) وغيرها هل تساهم في عودة الدراما والمسرح القطري؟

**كل جهد وعمل متحرك واجتهاد من أي جهة سواء كانت (كتارا) أو وزارة الثقافة أو وزارة التعليم من خلال المدرسي، وغيرها من الجهات لابد أن تُقدر مثل هذه التحركات، وتساعد على ايجاد حراك مسرحي.

• هل في تناولكم للقضايا المسرحية كتابة وتمثيلاً سقف مفتوح؟

**منذ زمن مبكر لم يكن المسرح في قطر يعاني من ضيق هذا السقف لوجود إيمان راسخ من القيادة بأهمية دوره في التوجيه، وطرح القضايا التي يعاني منها المجتمع بكل ثقة وجرأة. وفيما يتعلق بالسقف ليس من المنطق لدولة تتقدم وتتطور بكل ثقة واقتدار أن تقوم بإلغاء وزارة الاعلام، وتنطلق من اراضيها قناة بقيمة قناة الجزيرة أن يكون فيها مقص أو مراقب على الإنتاج الفني والمسرحي.

• جمعت بين الكتابة المسرحية والتمثيل المسرحي وتقديم البرامج الاذاعية. في أي هذه المجالات وجدت نفسك؟

**كل هذه المجالات لها وقتها وأدواتها وطبيعتها وبينهم اختلاف وبعض التشابه.

• متى بدأت رحلتك مع الكتابة المسرحية والكتابة في المجالات الأخرى، وكيف تقيمها؟

** الكتابة عالمي الخاص الذي أجد فيه متنفساً خاصاً، فأكتب منذ الطفولة حيث أشاد بي مدرس اللغة العربية وعندما لا أكتب في يوم ما أحس بنقص شديد، والتقييّم لدى القراء.

• هل قطفت ثمار الرحلة المسرحية الطويلة، وإن أردت وضع عنوان لها فماذا سيكون؟

**الرحلة مستمرة بما أجده من همة ووقت، والعنوان هو: (ها نحن عدنا.. مرة أخرى).

* هل تفكر في تقديم دورات تدريبية في مجال الكتابة والتمثيل المسرحي؟

**كل عمل مسرحي بالنسبة لفريقي يشكل ورشة عمل مسرحي مستمرة

• منذ متى بدأت في رحلتك مع التقديم الاذاعي ولماذا توقفت عنه؟

**لم أتوقف. مازلت متواصلاً حسب البرامج والدورات الاذاعية، وحسبما يراه المسؤولون في هذا الموضوع.

*من يتابع كتاباتك على وسائل التواصل الاجتماعي يجد أن فيها الكثير من التأملات والحزن. لماذا؟

** لا أعرف سبب ذلك رغم البحث

• لماذا توقفت عن كتابة المقالات في الصحف؟

**أنا توقفت عن الكتابة الاسبوعية المنتظمة بسبب التفرغ لكتاب عمل مسرحي، ومنذ 2003 والى الآن لم أجد في نفسي تلك العزيمة للعودة.

• انطباعك عن كتابك الأول وكيف كان صداه؟

**ظهر في وقت لم أتفرغ لتسويقه، وبعد ذلك أصبحت مترددا في إصدار أي إنتاج أدبي آخر.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رثاء عن الراحل معيض سعدون العتيبي رحمه الله

قصتي مع مرض السكر! #حمد_الكنتي

ملامح من حياة المرحوم الشيخ احمد اباتي رحمه الله