نعمة المرض!
أتذكر أنني قبل سنوات كتبت مقالا بعنوان ( لا تتمارضوا ) تحدثت فيه عن من يتظاهر بالمرض وهو ليس كذلك . واليوم خطر ببالي أن أتحدث عن المرض برؤية جديدة ربما لا ينظر من خلالها الكثير إلى المرض عندما يصيبهم .
أتذكر عندما كنت صغيرا كان أبي ( رحمه
الله ) يردد كثيرا على مسامعي هذه الجملة ( لا بارك الله في جسد لم يمرض ) وحينها
كنت أتساءل في نفسي هل يمكن أن يكون المرض مفيدا للإنسان ؟ واليوم وأنا أقارب
الثلاثين عاما وجدت أن في المرض الكثير من الفوائد والنعم التي لو نظرنا إليها
لخففت عنا الكثير من الألم .
فمن فوائد المرض انك تشعر بضعفك ، لأن
الإنسان عندما يكون صحيحا قد يغتر بصحته ويظن انه لن يسقط أبدا .
ومن أكبر فوائد المرض انه يقربك من
الله فلا ترى مريضا - في الغالب - يرتكب الآثام ، أو يؤذي الآخرين ، بل ستجده حملا
وديعا ، وإنسانا مسالما لا يضر أحد . والايجابية في المرض انه يجدد الجسد ، فغالبا
الشخص الذي يمرض تتجدد خلاياه كما يقول الأطباء ، ويتطهر من الذنوب ، كما قال
النبي صلى الله عليه وسلم للصحابي المصاب بالحمى ( طهور ) فالمرض طُهر وشفاء ، ولو
تلاحظ ستجد انك بعد المرض غالبا تكون نشيطا ، ومتجدد .
ومن الجميل في المرض انك ستعرف من يحبك
حقا ويتفانى من أجلك ، لأنك سترى بعينيك الناس من حولك ، وستتأكد من اهتمام هذا بك
، ولا مبالاة الآخر بوضعك الصحي . والاهم في المرض انك سترى من هو اضعف منك ، واشد
مرضا ، وحينها ستحمد الله على مرضك ، وتشكره على أن أمرك لم يكن بتلك الصعوبة التي
تكمن في المريض الذي بجوارك .
وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم في
الحديث ( عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته
سراء شكر فكان خير له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له ) رواه مسلم .
حمد الكنتي
تعليقات
إرسال تعليق