متعة الانجازات

 دائما اسال هذا السؤال لأصدقائي ما هي انجازاتك؟ وطبعا أكثر الاجابات تكمن في كلمة لا اعرف! او ليست لدي انجازات، وغير ذلك من العبارات التي تلبس تارة ثوب التواضع المذموم، وتارة اخرى تبين عدم معرفة الشخص لنفسه، او بالأحرى عدم يقينه بما قدم في الحياة وذلك لأنه لا يعي المعنى الحقيقي لوجوده في الدنيا.

في الكثير من الأحيان نجد كثيرا من الانجازات التي نحققها -ننساها- رغم ان معرفتنا بها واحساسنا بشعورها يكون دافعا لتكرارها مستقبلا بكل فعالية وإنجاز.

وبعض الناس يعتقدون ان الإنجازات يجب ان تصنف فقط بعظمتها كان تكون تخرج من الجامعة او ان يصبح الشخص مدير لشركة او شيء من هذا القبيل ولكنها العكس فالإنجازات تأتي بحسب تصور صاحبها عنها فبعض الناس يمكن ان يرى بعض الأفعال الصغيرة إنجازات كبيرة فقد يرى الانسان انه ربما قاد اعمى الى بيته في حر الظهيرة ان هذا انجاز او ان يوصل تائها الى مراده فهذا انجاز يستمتع به كثيرا.

وهي تختلف أيضا باختلاف رؤية الناس فهنالك من يرى ان الإنجاز لا يكون الا مجالات او تخصصات معينة وهذا خطا حيث يمكن ان يكون الإنجاز في شتى المجالات وبحسب رغبات الشخص وتوجهاته النبيلة.

وفي أحاديث المجالس نجد اننا نسرد الكثير من انجازاتنا دون ان نعلم! فعندما يقول الشخص منا مثلا: هذه الصعوبة التي تواجهني الان لا تساوي شيء امام صعوبات مضت واجهتها واجتزتها وهذا هو المحفز في اجتياز الإنجازات القادمة بوقود وطاقة تلك الإنجازات القديمة.

وكلما ارتقت همة الانسان كلما ارتقت افكاره وانجازاته، فمثلا: هنالك من يرى ان الزواج هو قمة الانجاز فيقول لك مفاخرا أكبر انجازاتي زواجي فهذا طموحه وحياته توقفت عند زواجه.

ولكن هنالك من يفكر بشكل اعلى فيقول لك مثلا: الزواج هو بداية رحلة الانجاز فهنالك اشياء اخرى كبرى لابد لنا من تحقيقها والركض خلفها فهذا حياته ستظل ممتلئة بالعمل والانجاز حتى اخر عمره.

والمهم في موضوع الانجازات، إنك كلما عرفت انجازاتك، وكتبتها، وشعرت بها، واستمتعت بها، فستشعل فيك شعلة من عطاء، وتوقد فيك طاقة من عمل وسخاء، عندها.. لن توقفك ابسط العقبات لأنك عرفت إنك اجتزت الصعب، ومن السهولة عليك اجتياز المستحيل لأنك تعمل دائما على كل الممكنات.

بقلم : حمد الكنتي

كلمات عن الانجاز والتميز - ليدي بيرد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رثاء عن الراحل معيض سعدون العتيبي رحمه الله

قصتي مع مرض السكر! #حمد_الكنتي

ملامح من حياة المرحوم الشيخ احمد اباتي رحمه الله