قصتي مع الحرم المكي! #حمد_الكنتي

 

كتبت قبل فترة قصيرة مقالاً تحدثت فيه عن قصة دخولي للكعبة المشرفة أواخر التسعينات الميلادية وسيتم نشر هذا المقال في صفحة مقالاتي بصحيفة مكة الالكترونية.. ولقد حفزني هذا المقال في الحديث عن قصص أكثر أروي فيها تجاربي مع الحرم المكي الشريف.

وتعود قصصي مع الحرم المكي الى بدايات حياتي الاولى حيث نشأت في منزل لا يبتعد عن الحرم أكثر من كيلوا متر واحد فقط وهذا القرب منه جعلني اعيش طفولتي ومراهقتي وشبابي بين الحرم وساحاته.

ولم يكن قربي من الحرم هو السبب في ترددي عليه فهنالك الكثير ممن يسكنون قربه ولكنهم قد يزورنه في العام مرة واحدة فقط وإنما كان السبب في حب أبي عبد العزيز رحمه الله للحرم المكي حيث ترك جميع متع الدنيا وجاء لمكة ليمضي مجاوراً للكعبة المشرفة أكثر من اربعين عام قبل ان يتوفاه الله حاجاً بلباس الاحرام.

فكنت ارافقه في مرحلة الطفولة الى الحرم حيث يستقر في مكانه الخاص في توسعة الملك فهد رحمه الله مقابل الكعبة المشرفة فنصلي العصر والمغرب والعشاء ونذهب في الاسبوع ثلاث مرات تقريبا للطواف حول الكعبة وربما أكثر من ذلك.

وعندما وصلت للمرحلة الرابعة في الدراسة الابتدائية اصبحت اعتمد على نفسي حيث ذهب بي ابي رحمه الله الى مكان في الحرم بقرب باب العمرة كانت فيه سفرة افطار الصائمين التي يديرها صديق عمره وانخرطت في العمل فيها حيث ظللت اقوم بمهمة مساعدة فريق العمل على اعداد افطار الصائمين في رمضان وفي ايام الاثنين والخميس والايام البيض من كل شهر ولقد مكثت في ذلك العمل 11 عام كتبت عنه لاحقا خاطرة بعنوان: (احدى عشر عاما من الحب)

ولم تنتهي قصتي بعد حيث التحقت بالدراسة في معهد الحرم المكي الذي كان مكانه في داخل الحرم وتحديدا في توسعة الملك فهد رحمه الله حيث بدأت الدراسة من المرحلة المتوسطة والثانوية وشيء من الجامعة وكانت مدة دراستي كاملة ثمانية سنوات ونصف لأنني مكثت في المرحلة المتوسطة فقط خمس سنوات بسبب تعثري الدراسي آنذاك.

فكنت احضر الى الحرم المكي قبل السابعة صباحا وامكث فيه حتى تنقضي صلاة الظهر لأغادر لمنزلي محملا بشذى روحانية الكعبة المشرفة.

ولم يبقى الامر على ذلك فقط حيث التحقت لعدة سنوات بالدراسة المسائية في الحرم المكي ايضاً فدرست القران الكريم في حلقة أحد المشايخ القدماء فكنت اعود من الحرم الواحدة ظهرا واعود اليه مجددا الرابعة عصرا واخرج منه بعد صلاة العشاء ليمضي أكثر يومي وانا اسير بكل شغف بين جنباته العتيقة.

وحينما كانت الدراسة تستمر في شهر رمضان كان يحصل لي شيء جميل جداً وهو انني كنت احضر للمعهد في الحرم عند التاسعة صباحا وبعد ان تنتهي الدراسة في فترة الظهيرة اواصل الجلوس فيه انتظاراً لبداية عملي في افطار الصائمين ولا اغادره الا بعد صلاة العشاء او التراويح بمعدل يوم كامل في قلب اطهر بقعة في الارض.

وبعد ان انتهت دراستي واعمالي في داخل الحرم المكي وتحديداً بجوار باب العمرة بدأت اعمالي في الفنادق المجاورة للحرم حيث عملت فيها لثلاث سنوات كانت صلواتنا كلها تؤدى في الحرم او في ساحاته المباركة.

كانت لي في الحرم المكي ايام حبلى بالذكريات ومليئة بالقصص والامنيات كان الحرم جزء لا يتجزأ من يومياتي بل كل حياتي كنت اجوب جنباته التي اعرفها كما اعرف غرف بيتي فعملي في افطار الصائم كان مليئا بالحكايات ودراستي في داخل الحرم كانت مليئة بالذكريات وسير اقدامي في جنباته كانت مليئة بالقصص والعبرات لقد شعرت لزمن طويل انني ابن الحرم وأن والدي رحمه الله قدم لي اكبر هدية بان اسس ووطد العلاقة بيني وبين الحرم المكي منذ نعومة اظفاري لقد سكن في داخلي الحرم وسكنت روحي في جنباته.

حكمة المقال

لي في الحرم قصص لا تنتهي ولي معه حكايات لا تنقضي وله حنين يسكن قلبي واشتياق يعشعش في فؤادي فالحرم المكي قصة حب لا يعرفها الا من ركض طويلا بين ابوابه وسار في جنباته وتأمل الكعبة من سطحه وسهر في ساحاته المليئة بالجمال.

كتبه/ حمد عبد العزيز الكنتي

 

 صحافتك : مشهد مخيف.. أول فيديو للحرم المكي بعد إغلاقه تماماً لأول مرة في  التاريخ.. شاهد كيف أصبح (فيديو) | الميدان اليمني

 

 

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رثاء عن الراحل معيض سعدون العتيبي رحمه الله

قصتي مع مرض السكر! #حمد_الكنتي

ملامح من حياة المرحوم الشيخ احمد اباتي رحمه الله