طيور الحرم المكي

 

منذ ان تطأ اقدام الحجاج والمعتمرين والزوار ارض المنطقة المركزية التي تحتوي الفنادق والاسواق المجاورة لساحات الحرم المكي يلمحون عيانا بيان مجموعات لا بأس بها من طيور الحمام المتميزة بشكلها الخاص تتجمع في بعض الاماكن سواء في ساحات الحرم او في بعض الارصفة المجاورة له.

ويلفت منظرها وهي تهبط او تحلق قرب الحرم المكي الحجاج والمعتمرين حيث يستشعرون وهم يتأملوها الراحة والطمأنينة ويقتبسون من روحانيتها الكثير من الطاقة الايجابية فالحمام دائما طائر السلام.

ويتسابق على اطعامها الحجاج والمعتمرين والزوار حيث يشترون من المحلات المجاورة بعض الحبوب كالعدس والقمح وينثروها في اماكن تجمعها طالبين الاجر من الله.

وينبهر بعضهم أكثر بها حيث يمضي وقتا طويلا في تأملها وربما وقف للتصوير بجوارها فمنظر هبوطها واقلاعها يجعل خلفية الصورة مدهشة ويضيف منظر الحرم المكي خلفها للقطة وهجا وروعة وجمال.

وإذا دلف الزوار تحديدا الى سطح الحرم او صحن الكعبة المشرفة او ساحاته بعد صلاة الفجر او قبيل صلاة المغرب لمحوا ايضا شيء جميل اخر وهو تحليق العصافير الصغيرة فوق سطح الكعبة بشكل خاص وفوق الحرم بشكل عام وتنعش اصوات صفيرهم وتغريدهم كل شخص موجود في تلك الاماكن في ذلك الوقت بالتحديد

فزقزقة العصافير تمنحنا الامل دائما وإذا اختلطت بصلاة الناس في صحن الكعبة تجعل الدهشة دهشتين حيث يمتزج تسبيحها مع تسبيح البشر وابتهالاتهم في اطهر بقعة على وجه الارض ويا لروعة المشهد حينها.

ويسميه اهل مكة (حمام رب البيت) ويسمونه ايضا (حمام الحمى).. ويتميز بريشه الرمادي المائل للزُرقة أو الخُضرة عند عنقه، ولا تكاد تختلف حمامة عن أختها على الإطلاق، سواء في الحجم أو الشكل أو اللون، كما أنه لا يختلط بغيره من الحمام وهذا شيء مدهش حقاً.

وحول أصله عدة روايات منها انه من سلالة "طير الأبابيل" التي أتت تحمل حجارة بأقدامها لردع أبرهة الحبشي عندما همّ بهدم الكعبة كما بيّن ذلك الله في "سورة الفيل" بقوله: (وأرسل عليهم طيرا ابابيل ترميهم بحجارة من سجيل).

وقيل ايضا انه من سلالة الحمام الذي عشش على باب غار ثور في مكة، عندما كان الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- مختبئا فيه في قصة ذكرها الله في القران الكريم (ثاني اثنين اذ هما في الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا).

ومن خلال حياتي الطويلة في الحرم المكي وساحاته لم ارى هذا الحمام يؤذي المصلين بمخلفاته.. وحتى الاعشاش التي يسكن فيها يختار لها اماكن بعيدة عن الحرم حيث أبقى الحرم مكان للزيارة فقط حيث كان وما زال يزوره كل يوم في الصباح وفي المساء ليقضي بجواره اوقاتا طويلة يمنح فيها الناس الكثير من الطاقة الايجابية ويقضون بجواره الكثير من اللحظات السعيدة الايمانية.

كتبه/ حمد عبد العزيز الكنتي

 راديو كلاكيت هواء شبابي » صور:: معلومات لا تعرفها عن حمام الحرم المكي

 

 

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رثاء عن الراحل معيض سعدون العتيبي رحمه الله

قصتي مع مرض السكر! #حمد_الكنتي

ملامح من حياة المرحوم الشيخ احمد اباتي رحمه الله