روعة مجالس العلماء
يحتار الناس وتتعدد امامهم الطرق ويزداد غشاء الضبابية على قلوبهم ويشتعل لظى السؤال في عقولهم ! فيبحثون عن فضول الاجوبة ، ويركضون نحو المخلص ، الذي سيبدد عنهم شتاتهم ، ويساهم في زوال حيرتهم ، وينير لهم ظلمات قلوبهم ، ويجعل الشمس تشرق على عقولهم ، انه العالم وريث النبي ، والمفتي دليل الحائر ، ومنقذ الجاهل .
يتهكم الكثير على علوم الشريعة الاسلامية،
ويقولون بأنه لا مستقبل لها ، وربما قللوا منها ومن اهلها ، وبخسوا من كل الاعمال
المتعلقة بها ، ولكنهم وبمجرد ان يحتارون في امر ما حتى لو كان عابرا تجدهم يركضون
نحو جهاز الاتصال ليهاتفوا عالما جليلا ، او شيخا فاضلا لكي يزيل الكثير من
الضبابية عنهم ، ويفك لهم شفرة مسائلة فقهية ، او قضية ايمانية كانت تسبب لهم
الكثير من القلق والحيرة .
بل وزاد الاعتماد على العلماء بكثرة حتى
اصبح البعض يسألهم في كل شيء وهذه طبعا مبالغة لان الله يقول في القران ( لا
تسائلوا عن اشياء ان تبد لكم تسؤكم ) ، وفي المقابل ربما علق البعض الاخر اخطائه
عليهم حتى اصبح الكثير من الناس يرددون المثل الشعبي الذي يقول ( ضعها في رقبة
عالم وامضي سالم ) وكأنهم نسوا الآيات القرآنية التي تقول ( كل نفس بما كسبت رهينة
) و ( ولا تزر وازرة وزر اخرى ) فالكل مسئول عن نفسه امام ربه .
الله .. ما اجمل العلماء .. وما اروع
حديثهم ، وما ابهى سمتهم ، تجالسهم فتجد الطمأنينة تتسرب الى قلبك ، وتتقاسم معهم
الحديث فتجد السكينة تسكنك ، وتعشش كطير سلام في قلبك ، كيفما والله قال فيهم (
انما يخشى الله من عباده العلماء )
بل والله اوصانا بمجالستهم حينما قال (
واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ، ولا تعد عيناك عنهم
تريد زينة الحياة الدنيا ) حتى قال الشافعي جملته الشهيرة ( احب الصالحين ولست
منهم لعلي ان انال بهم شفاعة ) .
حمد عبد العزيز الكنتي
تعليقات
إرسال تعليق