نرجسية المعرفة دمار للذات!

 

نحن نعيش الآن في زمن المعرفة حيث نستطيع ان نستقيها من كل مكان عبر ضغطة زر في (غوغل) ولكن المشكلة ليست في الوصول الى المعرفة وانما في كيفية تعاطي الانسان معها.

فهنالك من إذا عرف كلمتين اعتقد بانه عرف المعرفة بشكل كامل وهذا ما يجعله يتقهقر ولا يتعلم المزيد في حياته وهذا ليس جديدا الان وانما له تاريخ قديم وذلك عندما ادعّى نبي الله موسى عليه السلام انه مُلّم بالمعرفة كلها! عاتبه الله.

واظهر له الخضر عليه السلام – كما بيّن ذلك سبحانه في سورة الكهف - ليبين له ان هنالك من أكثر منه معرفة في الحياة، وان المعرفة التي لديه هي شيء قليل من المعرفة التي بثها الله في الكون، كما قال سبحانه (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا).

ومن يشاهد حوارات غالب الناس اليوم سيجد بانه لا أحد يقول بأنه لا يعرف فلا يوجد شيخ او مسؤول أو محلل سياسي او اقتصادي او فكري يقول وجهة نظري قد تحتمل الخطأ! وهذه مشكلة.

فكل شيء يتجدد في الكون اما ما يتعلق بالاكتشافات أو الابتكارات او الفتوى الدينية التي تتجدد بتجدد النوازل والعوارض وغيرها من المستجدات التي تلزم الانسان لكي يواكب ذلك أن يتواضع اولا ثم يبدا ثانيا في تطوير معرفته اليومية وصقل قدراته بشكل دائم.

وقد يتعلم الانسان من كل أحد فحتى الغراب يمكن ان يعلمك درسا كما علم ابن ادم كيف يدفن اخاه بعد أن قتله كما أخبر الله عن ذلك في القران (فبعث الله غرابا يبحث في الارض ليريه كيف يواري سوءة أخيه قال يا ويلتي أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة اخي فأصبح من النادمين).

وقد ظن الكثير انهم يعرفون اشياء كثيرة، ولكن بمجرد ان فتحوا نوافذ عقولهم لاستقبال مزيد من المعرفة وجدوا انهم لم يكونوا يعرفون شيئا! كما قال أحد المفكرين: (كلما تعلمت كلما ازددت علما بجهلي).

كتبه/ حمد عبد العزيز الكنتي

مسألة المعرفة ومعايير الجمع المعرفي | 22عربي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رثاء عن الراحل معيض سعدون العتيبي رحمه الله

قصتي مع مرض السكر! #حمد_الكنتي

ملامح من حياة المرحوم الشيخ احمد اباتي رحمه الله