الهروب الى الله بالدعاء

 

يختلف الناس في التعاطي مع الازمات والصعوبات والصدمات فبعضهم يذهب في تنفيسه عن ذلك بالبوح لصديق وربما شرب اخر الخمر لينسى! وربما هرب البعض الى سماع الموسيقى او بكى في حضن من يحب الى آخر ذلك من انواع التنفيس المختلفة.

ولكن التنفيس الحقيقي يكمن في الهروب الى الله بالدعاء لان الحلول الحقيقية عند الله الذي يقول لنا في القران (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان) فكل صعوبات الحياة وكل مشاكل الدنيا تصغر امام عظمة الله وقدرته سبحانه وتعالى.

ولقد أكد لنا ذلك حينما قال (إنما أمره إذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون) وما بين (الكاف والنون) تزول الصعوبات وتحل المشاكل وتذهب الاحزان ويستقيم كل معوج في الحياة.

الله سبحانه وتعالى خلقنا ورزقنا وبيده مفاتيح كل شيء لا يريد منا سوى اللجوء اليه في كل وقت وحين فنحمل احزاننا وآلامنا ونفر الى رحمته كما امرنا بذلك سبحانه (ففروا الى الله إني لكم منه نذير مبين) وهذا ما يفعله النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان إذا حزبه امر فزع الى الصلاة حيث الرب الكريم.

حقاً.. ما أجمل ان تتوضأ وتذهب الى محرابك في آخر الليل وتصلي عدة ركعات ثم ترسل شكواك الى الله تدعوا وتبتهل وتسبل دموعك بين يديه سبحانه وتعالى كما قال نبي الله يعقوب عليه السلام (إنما أشكوا بثي وحزني الى الله).

وقلت آخر الليل لان الحديث النبوي يخبرنا ان الله سبحانه وتعالى ينزل في الثلث الاخير من الليل الى السماء الدنيا ثم يقول (هل من داع فاستجيب له وهل من مستغفر فاغفر له) وامتدح الله في القران المستغفرين في ذلك الوقت بقوله (كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون).

فالله سبحانه وتعالى هو الاصل وهو المعتمد في كل شيء ومن يظن ان البشر سيحلو ازماته خاب ظنه لان الحل بيد فاطر السماوات والارض فهو الذي إذا رضي عن الانسان أرضى عليه خلقه.

وإذا استجاب له سخر له خلقه من انس وجان وذلل له الجمادات والحيوان وجعل الدنيا تأتيه رغما عنه وجعل التوفيق حليفه وحفظه من كل شر وجعله مباركا اينما كان وحقق له الممكنات والمستحيلات.

حكمة المقال

يقال: من وجد الله فماذا فقد ومن فقد الله فماذا وجد.. وقال الشاعر:

وإني لأدعوا الله حتى كأنما ... أرى بجميل الظن ما الله صانع

كتبه/ حمد عبد العزيز الكنتي

 نشر في تطبيق wesalam