عليك ان تفرح



عليك ان تفرح
ابدأ بمقالي هذه بحوار مبسط مع احد اصدقائي وكان متشائما حيث قال لي هذا الركض الذي نركضه في الجامعة (لا يؤكل عيش ) حيث ان التاريخ اليوم لا يعترف الا بالمادة اما الثقافة فستظل في المؤخرة وقد تجاوزها الزمن .
وانا اسمع هذه الكلمات المخيبة لمن لا يفهم ! فهمت تفكيره المادي او ربما فكرة المجتمع الذي يعيشه , وايضا ربما اصابه الاستعجال وهو يشاهد اصدقائه قد ذهبوا الى عالم الاعمال ونجحوا في ذالك كما يعتقد هو , او ربما شاهد ان الكثير من افراد المجتمع الذي يعشيه لا يؤمنون الا بذالك , فقرر الاستعجال واصدر ذالك الحكم.
سبحان الله مثل هذه الافكار نسمعها كثيرا في المجالس وهي بلا شك افكار خانعة ومثبطة وتدعوا للتساؤل حول عدة زوايا
فهل هذه الافكار سببها المجتمع ام سببها الاستعجال ام سببها طغيان المادة على الكثير من الاسر ام سببها عدم الثقة في ان طلب العلم يبني مستقبل زاهر لمن لا يستعجل فقط.
ياصديقي لو علمت ما في العلم من رفعة وسعادة وبهجة لما تفوهت بذالك فالعلم هو نور الحياة وبهرجة الدنيا وسعادة الكون وهو الطريق الجميل الى الاخرة .
وفي الحديث الشريف(الدنيا ملعونة ملعون ما فيها الا عالم ومتعلم) فاختصر صلى الله عليه وسلم هذه الدنيا في العلم وتعلمه وتعليمه فاين انت من ذالك ياصديقي!
واين انت من قوله تعالى (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) فهي بلا شك رفعة في الدنيا وسعادة في الاخرة
فهل تتفهم ذالك ياصديقي.
عليك ان تفهم ان العلم طريق مفروش بالورد الى باحة الدنيا ودوحة الكون  وعالم الرقي ولذة المعرفة وجلالة الثقافة.
فبالعلم ستزيل الظلمة عنك وستضيئ قلبك وستأتيك الدنيا متوسلة عند قدميك وستسعد جدا عندما تنير دروب البشرية
وتزيل غشاوة الجهل عنهم وسيستمر معك اجرهم الى الابد وأي سعادة فوق ذالك ياصديقي.
من ناحية المادة لا تخف سيغمرك المال المبارك وسيسعك المنزل المبارك وقبل ذالك ستحتويك السعادة الهانئة فانت كل يوم تضيئ قلوب البشر وتواصل النهج النبوي كيف لا وانت خليفة الله في الارض فهل يعقل ان تكون خليفة عبثا !
كلا الم تسمع قوله تعالى(أفحسبتم انما خلقناكم عبثا وانكم الينا لا ترجعون) اين انت من هذا ياصديقي.
مشكلتنا دائما في الاستعجال وعدم التبصر فلذالك دائما نضيع ونمشي خلف التيار وهذه افكار لا تليق بنا نحن الطلاب فقد اختارنا الله لنكون فوق التيار في درة العلم ودار الثقافة لنعود راكضين لتنوير البشرية فأي فخر نعيشه وأي سعادة تغمرنا.
ورد في الاثر (لوكانت همة ابن ادم في الثريا لنالها)
يقول مالك بن نبي (ابذر بذورك فسياتي المطر وينبت الزرع ) ويقول المثل الصيني (كيف يعرف السنونو طموحات الاوز)
ويقول المثل الانجليزي (كيف تعرف الافعى الزاحفة طموحات النسر المحلق )
ويقول غاندي (كن انت التغيير الذي تريده في العالم)
فهل قرائت ذالك ياصديقي !!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رثاء عن الراحل معيض سعدون العتيبي رحمه الله

قصتي مع مرض السكر! #حمد_الكنتي

ملامح من حياة المرحوم الشيخ احمد اباتي رحمه الله