قصتي في برنامج خواطر



قصتي مع برنامج خواطر
منذ طفولتي وانا شغوف بالأعلام ومتتوق لاقتناص الفرص الثمينة لأكون
اعلاميا ولو من خلف الشاشة ..
ودار الزمن وانا اركض هنا وهناك تارة تجدني تحت صقيع الشمس الحارقة وتارة اتجمد تحت سقوف القاعات الباردة .
تجدني متلهفا لأكون صوتا مسموعا  لعلي اوصل همسات لم يستطيع الكثير ان يوصلونها لعلها تجد صدى ينير البشرية ..
وبعد امد طويل جاءتني فرصة دونما اشعر وهذه هي سنة الحياة دائما اذا ركضت اليها تعنتت واذا تركتها تبعتك بشغف .
ذات مساء جاءتني رسالة على ايميلي مفادها الاخ / حمد الكنتي
نريد منك نماذج من مقالاتك لتقييمك واذا اجتزت هذا التقييم ستكون مشاركا في برنامج خواطر في رمضان الذي سيكون بعد ايام ..
بشغف وبجنون وبزمن مفتون الرسائل كانت في ايميلهم دون شعور
فالفرحة عارمة والشوق جامح والرغبة اكيدة ..
وتلك سنة تسارع الزمان ماهي الا ايام ويتصلون بي لتكون المقابلة الشخصية ومن المفارقات كانت عبر سكايب وبثياب النوم لكنها كانت ممتعة (انصح القارئ بعدم اتباعي في هذا الامر لأنه لن يقبل في أي شيء مستقبلا !!)
وبعدها اتصلوا بي وطلبوا مني ان افرغ لهم نفسي اربعة وعشرين ساعة
فوافقت دونما اشعر فالهدف هنالك في مدينة جدة ولاشيء غيره على الاقل في تلك اللحظة ..
ولا اخفيكم سرا بان الفضول ساورني لمعرفة ماذا يراد مني في البرنامج بالضبط ولماذا افرغ لهم نفسي اربعة وعشرين ساعة بالضبط (اثارني ذالك حتما )
ودار الوقت وجئت الى جدة لهذه المهمة الفريدة والمليئة بالشغف والفضول
وانطلقت في صباح يوم الاحد حيث كان الوعد السابعة صباحا من يوم الاحد حتى السابعة صباحا يوم الاثنين)
ولكي لا اطيل عليكم كانت المفاجأة هي تأليف كتاب من 22 الف كلمة وقرابة سبعين صفحة في اربع وعشرين ساعة والمفاجأة الكبرى ان مكان تأليف الكتاب تختاره انت ومعك مصورا مرافقا لك يصورك بكاميرا فيديو ولمدة اربع وعشرين ساعة (تذكرت حينها برامج تلفزيون الواقع )
وذهبت لمنزل صديقي المتألق الشاب عبدالله المامي وبداءت هنالك بكتابة الكتاب تحت التصوير حيث تألق في ذالك المصور عبدالله (سوداني الجنسية) وكان ذو خلق رائعا ..
 وفي المساء ذهبنا الى مكتب الدكتور على ابو الحسن وكان لنا لقاء رائع تحت التصوير وكنت ان مقدم الحلقة وكتب الله لي التوفيق في ذالك بشهادة الجميع ..
وعدت للمنزل وواصلت التأليف حتى انجزت ولله الحمد قرابة خمسين صفحة وانتهت الليلة وحان موعد التسليم وجئت للموقع والتقيت بالأستاذ احمد الشقيري وكان لقاء مسجلا تحت التصوير حاورني فيه حول الكتاب وتسويقه واسئلة اخرى كثيرة وسلمت له الكتاب وانصرفت ..
وبعد ذالك قال لي مدير البرنامج السيد / مؤازر بان الكتاب سيعرض على لجنة اذا قبل سيطبع واذا لم يقبل لن يطبع ولكن مشاركتك في البرنامج ستعرض على القنوات الناقلة للبرنامج في رمضان فسررت بذالك وركضت كثيرا في وداعة الاحلام ..
وبعد فترة قرابة الشهرين اتصل بي مؤازر وقال لي بان الكتاب لم يقبل وان التصوير الغي وسيعاودون التصوير مجددا مع كتاب جدد وان حلمي تبخر واصبح سراب ..
المهم في هذا أصدقائي ..
انني تعلمت عدة دروس من هذا ..
اولا تعلمت بان باستطاعتي تأليف كتاب في ثلاثة ايام ..
ثانيا زالت عني رهبة الكاميرا وتقديم البرامج..
ثالثا تعلمت انني استطيع المشاركة مرة اخرى وثالثة ومائة ..
رابعا تيقنت ان فضل الله كبير فخواطر لم تكن في الخاطر ..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رثاء عن الراحل معيض سعدون العتيبي رحمه الله

قصتي مع مرض السكر! #حمد_الكنتي

ملامح من حياة المرحوم الشيخ احمد اباتي رحمه الله