هذا الكاتب لايفهمه احد



هذا الكاتب لا يفهمه احد!
هنالك لغط كبير يدور في دهاليز الثقافة ومجالس المعرفة , بل يتجاوز ذالك الى تجمعات العامة حول قضية القلم والكاتب
فلمن يكتب الكاتب وماهي الفئة المستهدفة من ذالك !
الكتابة عالم واسع جدا وتتميز بالحرية في الاختيار, فتجد الكاتب يكتب عن كل شيء يراه ويتمناه ويتوقعه !
ولكن السؤال المطروح هو كيف يكتب  وهل يكتب للنخبة ام يكتب للكل !
وهل النخبة حقيقة موجودة ام انها قصة من وقع الخيال كما يقول صديقي (أسامة يوسف)الكاتب في صحيفة الشرق انه لا توجد نخبة ولكن قد يوجد مثقف واقل ثقافة!
وهل العامة يهتمون بما يكتب ام ان جميع المقالات تذهب ادراج الرياح !
ام ان الواقع الان مع الفيس بوك وتويتر جعل الناس لا يحبذون المقالات الطويلة ويفضلون تغريدات شاردة ومقتضبة وسريعة , فالقراءة الطويلة تتعبهم وكما يقول احدهم (هات الزبدة) !
وآخرين يدعون بأن بعض الكتاب لا يفهمهم احد وكأنهم يكتبون لأنفسهم ! وهذا لا يعقل فالمطلوب من الكاتب ان يكتب للناس وينتظر الثناء منهم او النقد البناء.
وإذا عدنا للكتاب فسنجدهم متباينون في تعاطيهم مع شأن الكتابة فبعضهم يفضل الكتابة الرمزية , وبعضهم يفضل الكتابة المباشرة, وبعضهم يفضل الكتابة المبسطة جدا , وهكذا دواليك ! فالذنب إذا ليس منهم كما يقولون وإنما يعود الى القارئ وخلفيته الثقافية وذائقته الادبية وقدرته على فهم النص المترامي بين يديه.
الكتابة إدمان حلال, وطريقة إنشاء النص وصناعة المقال إدمان ايضا , فمن ادمن الكتابة الرمزية فلن يحيد عنها ومن ادمن المباشرة فلن يتحول عنها وعلى القارئ ان يتفهم ذالك!
وإذا تجاوب الكاتب مع كل القراء فلن يرضي احد! فرضا الناس غاية لا تدرك فقد يكتفي الكاتب بإرضاء نصف القراء
وترك البقية حائرين فيما يقول لدوافع تخصهم منها شيء يتعلق بثقافتهم ومنها شيء آخر يتعلق بالحدث الدائر الذي نبع من فيضيه ذالك المقال.
ففهم الواقع ومتابعة الحدث عناصر مهمة في فهم مضامين المقال , فإذا لم تكن متابعا جيدا , لم يتسنى لك فهم ما يريده الكاتب من مقاله .
حكمة المقال
قالت العرب قديما (المعنى في بطن الشاعر !!)

حمد عبدالعزيز الكنتي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رثاء عن الراحل معيض سعدون العتيبي رحمه الله

قصتي مع مرض السكر! #حمد_الكنتي

ملامح من حياة المرحوم الشيخ احمد اباتي رحمه الله