شيء من الذكرى

كتبت في شهر رمضان الماضي 11عاما من الحب عن ذكرياتي في عمل إفطار الصائم في الحرم المكي الشريف.
واليوم اكتب عن شيء من الذكرى في اعمال الحج فقد عملت في سنة 1997 انا واخي الاكبر مختار في مكتبة لبيع الكتب قرب الحرم المكي الشريف .
ويا لتلك الذكريات حيث كنا كالطيور البريئة نبيع الكتب المهيبة في مكتبة هادئة تقبع وسط زحام الحجيج .
اترك لكم عمق الخيال فقد كنا اطفال صغار نعمل في تلك المكتبة وفي عدة اعمال فنبيع الكتب ونضعها فوق الرفوف وننظفها ونرتبها وهكذا .
لم يكن لنا وقت دوام موحد فقد كنا نفتح ابواب المكتبة بعد صلاة الفجر ونقفلها في الساعة العاشرة مساء ومع انه دوام طويل الا انه كان ممتعا .
آه من الذكرى طفل وديع يبيع كتبا في مكتبة هو مسؤول عنها بكل مافيها ومع ان الامانة كبيرة والحمل وافر الا انه كان سهلا ومبسطا وجميلا .
وكنا نقراء احيانا كتاب المنجد وكتاب الحيوان وعدة كتب لاتحضرني عناوينها الان
كان الوقت جنون واللحظات فتون .
تخيلوا طفلا يمارس البيع وسط زحام الحجيج يأخذ المال من هذا ويسلم الكيس لهذا
ويناقش هذا في الثمن ويرغب هذا في السلعة فعلا هي لحظات من الخيال .
كم علمتنا تلك الايام من فوائد وعبر وكم قفزت بنا التاريخ وتجاوزت بنا الزمن.
احن الى الكثير من الذكرى واشاهد فيها روعة الحياة فعلا كانت في مكتبة الغزة لنا ايام .
اتذكر اننا تارة نستفيد ونربح وتارة نخسر ولكن لا نتقهقر وكم استفدنا من ذالك التباين الاقتصادي في بقية حياتنا .
سبحان الله حديث الذكرى حياة اخرى ....