متعة العطاء



ولدت فكرة التطوع في زمن النبي صلى الله عليه وسلم حيث تطوع معه الصحابة في بناء المسجد النبوي الشريف واستمرت الفكرة تتداول عبر الاجيال منطلقة من جمال التعاون وروعة الاحسان .
إنفاذا لقول الرحمن (وتعاونوا على البر والتقوى ولاتعاونوا على الاثم والعدوان)
وفي زماننا الحاضر لم تتجلى فكرة التطوع هنا الا قبل سنوات حينما اعلنت الندوة الاسلامية العالمية للشباب الاسلامي دعمها للشباب من خلال إنشاء فرق تطوعية او ما يسمى (بالفرق الشبابية) ولم تكن تلك الفرق ذائعة الصيت حتى جاءت (سيول جدة) او كارثة جدة ان صحت العبارة , فانبثقت الفرق التطوعية من كل حدب وصوب , وخرج الخير الكامن في الناس , وظهرت حقيقة التعاون وحب الخير الذي يملأ قلوب الشباب .
وكما قالوا مصائب قوم عند قوم فوائد فكانت كارثة جدة هي اللبنة الاولى لزرع بذرة التطوع في قلوب الشباب , فاصبحنا نشاهد افكار متجددة للتطوع , ومجموعات متحمسة للتطوع , ونشاط متفان في حب الخير وكأنهم يقولون انتهى وقت الاخذ وحان وقت العطاء .
ولكل عمل كبواته فقد تضاءلت تلك المجموعات وتناقصت لعدة اسباب ربما عدم التنظيم او قلة الحماسة , وتبقى منها القليل , ومنهم (الفرق الشبابية) التي تعمل تحت مظلة الندوة العالمية للشباب الاسلامي,
وهذه الفرق استمرت تقدم نشاطاتها , وتستقطب الشباب , وتتعاون مع رجال الاعمال , وبعض المؤسسات التنموية , وقامت بعمل دورات تدريبية , ومحاضرات توعوية , ورحلات ترفيهية , وصناعة افكار تطوعية , والقيام بها في احياء جدة .
وقد حضرت لهم مؤتمرهم الاكبر تحت عنوان(متعة العطاء4) في شهر ربيع الاول الماضي وكان مؤتمرا رائعا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى , رأيت فيه شبابا كلهم طاقة وحيوية , منطلقين وبشغف لإضاءة البشرية , وبذل الجهد في الاعمال التطوعية .
واليوم هو يوم التطوع العالمي فأحببت ان اقدم لهؤلاء الشكر فهم حقا يستحقون ذالك , واتمنى لهم مزيدا من التقدم والتفوق والرقي , ولسان حالهم دائما انتهى وقت الاخذ وحان وقت العطاء .

حكمة المقال ..
للبذل نكهة تتفوق على ضبابية الاخذ واللهث خلف ذالك

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رثاء عن الراحل معيض سعدون العتيبي رحمه الله

قصتي مع مرض السكر! #حمد_الكنتي

ملامح من حياة المرحوم الشيخ احمد اباتي رحمه الله