حاولت ان اكتب



حاولت ان اكتب
الكتابة مزاج شأنها شأن بقية روافد الحياة , احيانا تجد بان عقلك ارض خصبة , مخرجاتها متسارعة النضج,
ومكتملة النمو, قد طابت رؤياها , وحسن طعمها , واصبحت جاهزة لكل من يقرأ !
فتجد بأن العناوين تنهال عليك اينما ذهبت , وتجد الافكار تراودك اينما حللت , وينموا ذالك في وجدانك,
حتى تشحن بالفكرة, وتبدأ بطبخها في رأسك , على نار هادئة , حتى تفوح رائحتها الجميلة , وتسيل لعاب القارئ, فيأتيها بنهم المعرفة , وعنفوان الثقافة , ويبدأ بتناولها كوجبة ثقافية دسمة .
واحيانا تشعر بأن الكتابة تتمنع عليك , وتأبى الحضور ,وكأنها طفلة مدللة تتلاعب في حجر ابيها , وعندما تناديها لا تجيب !
وتشعر احيانا بأن عقلك صحرا قاحلة , لم تعانق ارضها السحاب منذ الازل , فلا عنوان يذكر, ولا فكرة تحضر, حينها يداهمك شعور بان المعرفة تحتضر والثقافة قد نامت في لحدها البعيد!
فتمسك بالقلم , لعلك تصادف شيء من بقايا الخريف بعد صيف حارق , فلا تجد شيئا مذكورا , وتنظر في قلمك بنظرة بؤس ملؤها الألم , وكأنك تتوسل اليه بصمت , حينها ستختنق وستشعر حينها بانه قلم مخادع , وستتأكد من خيانة عقلك لك , وغيابه عن خدمتك , وتقوم والحسرة تغشاك من وهم مكانك!
الكتابة لم يهوها حياة اخرى , نمارس معها السهر , ننتظرها في السحر , توقظنا من قمة لذة النوم ,
تخرجنا من وهم الزحام لتجمعنا بحقيقة الكتابة , تقربنا برغم تباعد الاوطان , وتأتي بالماضي ليكون حاضرا في الاذهان , وتجمعه بالحاضر ليكون المستقبل فريدا عن وهج الازمان .
حكمة المقال
نكتب لنعيش نكتب لتكون الحياة اجمل

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

محطات من حياة الوجيه والأكاديمي الدكتور أحمد فال الكنتي رحمه الله

محطات من حياة الفقيد محمد محمود الهاشمي رحمه الله

محطات من حياة أبي عبدالعزيز الكنتي رحمه الله