شغف الحياة



في عالمنا الحاضر دائما أتساءل هل نحن نعيش متعة الحياة ونقبل عليها بشغف !
ومامدى استمتاعنا بالنعم التي وهبنا الله اياها !
ام اننا نتعاطى مع جميع فصول الحياة على انها اداء واجبات فحسب !
فترى غالبية الناس لا يستمتعون  بما انعم الله به عليهم , سواء في عالم العلاقات فتجده يتعامل مع اهله على ان الامور اداء واجبات فقط دونما ان يشعر بشغف الحياة وعنفوان المحبة والرحم الذي يربطه بهم !
وفي عامل الوقت لا تجدهم يستمتعون بجمال الوقت ومتعة اللحظة, وكما قال احدهم(هنالك من يحيا ليحيا, وهنالك من يحيا مستمتعا بالحياة)
حتى في عامل العبادة تجد البعض يفتقر للخشوع , لا نه لا يستمتع بجمال الصلاة ويقين الدعاء وروعة العبادة, ويتعامل معها بانها اداء واجب فقط !
وإذا جئنا للأكل والشرب تجد بأنهم , لا يجدون متعة في التعاطي مع وجباتهم اليومية فتسمعهم يقولون (هب لنا ما يملأ بطوننا ويذهب جوعتنا) وكأن الاكل افتقد الى متعته وكأن الشرب غابت عنه لذته وجميل مذاقه !
وفي عالم الزوجية الذي يفترض ان يكون اجمل العوالم واحلاها , تجد ان الزوجين يتقاسمون حياتهم وكأنها دوام رسمي , يتكون من اداء واجبات يومية فقط , دونما الاحساس الجميل بعمق القرب , وطهارة العلاقة , وبهاء الحب , والرغبة الجامحة في لذة الحياة.
حتى في عالم التأمل الذي امرنا الله به , تجد الكثير يفتقد لمتعة التأمل في جمال الحياة , وبديع صنع الله فيها , وينسى قوله تعالى (افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت. والى السماء كيف رفعت .والى الجبال كيف نصبت. والى الارض كيف سطحت)
الحياة جميلة جدا , ووجود الانسان هو سر بهائها , وسخرت له جميع المخلوقات ليستعين على الحياة بها , وان يكون في قمة المتعة فيها , حتى ان احدهم قاس الحياة برمتها بلحظات الفرح فقط وماسواها لا يحسب من عمر الانسان !
1434/2/13
الاربعاء 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رثاء عن الراحل معيض سعدون العتيبي رحمه الله

قصتي مع مرض السكر! #حمد_الكنتي

ملامح من حياة المرحوم الشيخ احمد اباتي رحمه الله