شغف الكرة!

في  عمق الجموع  وفي زحمة الناس  تعلوا اصوات المجالس بالحديث الصاخب عن الساحرة المستديرة  فالكل بشغف يتحدث عنها والكل يفقهها سواء كان صغيرا او كبيرا نخبويا او عاما رجلا او انثى فكلهم في علم الكرة سواء ..
تداهمني هذه الاحاديث في كل مكان وتجتاح مسامعي في كل وقت وزمان , فتبادر الى ذهني السؤال التالي  وهو لماذا هذا الشغف المتتابع بكرة القدم هل هو اكمال للنقص الحاصل في امتنا ! ام هو سد للفراغ الذي يعانيه بعض افراد مجتمعاتنا ! ام هي خطة نجحت في اصطيادنا فوقعنا في فخها !
هذه الافكار تداعب وجداني بين الفينة والاخرى  وقد طرحتها ذات مرة في مجلس ما  فاخبرني احدهم وكأنه يحاول اشباع شغفي بالاجابة الشافية قائلا ان الفكرة اذا اردتها ان تسيطر على الناس وبسرعة (بسطها) اي اجعلها بسيطة لتسحر بها الكثير من القلوب وقال بان كرة القدم سبب شغف الناس بها هي بساطتها فتجدها في كل مكان من حيث المتابعة والممارسة .
ومن يشاهد كرة القدم وطرقها يجد بانها تشابه الخطط الحربية حيث الميمنة والميسرة والمقدمة والمؤخرة والحراسة والقائد والموجه وهذه كلها افكار حربية تستخدم في المعارك وتلك فكرة مثيرة للتساؤل !!
ايضا من الاشياء التي نجحت فيها كرة القدم  هو الشان الاقتصادي فتجد هنالك اهتمام متواصل وبشدة على شراء الالعبين والاندية والقمصان وجميع ملحقات كرة القدم  واشتد التنافس في ذالك حتى اصبحت  ميزانيات بعض الاندية اكثر من ميزانيات عدة دول مجتمعة .
وهذه الطفرة الهائلة في عالم الاقتصاد لبعض الاندية جعلتها قوة مؤثرة في عالم القرار فهل تستفيد من ذالك النفوذ الكروي لايصال بعض الافكار السامية للبشر !
ومن الاشياء التي ينبغي ان لا ننساها تلك الافكار الايجابية  التي  يبادر بها بعض الاعبين في بعض المباريات المهمة تبقى عالقة في التاريخ فبعض المباريات يشاهدها مليار شخص فاذا بادر فيها الاعب بشيء ايجابي سيصل بسرعة الضوء والصوت الى مليار شخص في وقت واحد !
كرة القدم اصبحت عالم لوحده ورائدها الفيفا اصبحت دولة لوحدها بل ان كرة القدم تجاوزت ذالك بكثير حيث اصبحت وسيلة مصالحة بين الشعوب ووسيلة صراع ايضا بين الشعوب والدليل المشاهدة والكل يعرف ذالك !!
وبعد هذا كله هل لي ان اتسائل لما هم يتحدثون عنها بل ويعشقونها حد الجنون ؟
حمد الكنتي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رثاء عن الراحل معيض سعدون العتيبي رحمه الله

قصتي مع مرض السكر! #حمد_الكنتي

ملامح من حياة المرحوم الشيخ احمد اباتي رحمه الله