تقدم خطوة



تقدم خطوة
في عمق المجالس تتسارع الاحاديث حول مسامعي , وللأسف فكل هذه الاحاديث تفوح باليأس وتصطبغ بالخوف ويغيب عنها الامل وشغف الرغبة في الحياة .
فتجد اكثر الافكار التي تدور في عقول الشباب افكار سلبية , فعندما يقول لك شاب في مقتبل العمر بانه لا يستطيع حضور مجالس والده لأنه صغير! فهذه الفكرة تبلورت في رائسه بسبب تربية فاشلة .
وفي الجامعة ترى الكثير من الشباب لاحضرون دورات الجامعة ومؤتمراتها ومحاضراتها الجانبية ومع انها تحمل فائدة كبرى لهم إلا انهم لا يعيرونها اهتماما كبيرا ! وذالك بسبب عدم اقتناعهم بان الثقافة هي الحياة.
وبين افراد الحي تجد ان اكثر الشباب توجهاتهم تنصب حول كرة القدم, ونكت البلاك بيري,في جلسة مغبرة على مقدمة سيارة تئن بالألم وطموحات لا تتجاوز ذالك المحيط الضيق.
فلماذا هذه الطموحات البسيطة ولماذا تكونت هذه الافكار السلبية في العقول حتى اضحت جزء من حياتهم واصبحوا لا يرغبون التغيير وكما قال المثل الشعبي(حمارك الذي تعرفه افضل من حصان ما تعرفه)
اعتقد بان هذه الافكار سببها الاول التربية , فتخيلوا معي لو ان الاب اخذ ابنه الصغير الى المكتبة وانتقى له كتبا تليق بعمره ليزرع فيه حب القراءة وبالتالي يفتح له الباب الأوسع للثقافة والمعرفة .
وبينما يكبر ابنه يأخذه الى معارض الكتب والملتقيات الثقافية وعندما يرى النشء ذالك, سيحب تلك الملتقيات وعندما يكبر سيحضرها وبكل شغف .
وفي المنزل على الاب ان  يتركه يحضر مجالسه مع اصدقائه ليتعلم كيفية الضيافة وحسن مجالسة الرجال وبالتالي ستكون ثقته بنفسه اكبر وشخصيته افضل واكمل .
وهذه الاساليب اساليب نبوية فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يجلس الصبيان في مجلسه كعبدالله بن عباس وغيره
ولاعجب ان غدا عبدالله ابن عباس مفتيا للمدينة في عمر الثامنة عشر, ويكون اسامة بن زيد قائدا لجيش فيه ابي بكر وعمر, وعمره حينها ثمانية عشر سنة .
التربية عنصر مهم في توجيه هؤلاء وتغييرهم , ولكن من يفهم , هل نربي الاطفال ام اننا بحاجة لتربية من انجبوا الاطفال فالحياة الزوجية ليست انجاب طفل فحسب ! وانما إنجاب وحسن تربية , فانت ستكثر امة محمد صلى الله عليه وسلم وهذا التكثير لا يصدق الى على النماذج المثلى والقادة العظام .
وبالنسبة للشباب الذين غرس فيهم هذا الفكر المتقهقر وهذا التوجه البائس , لاتيئسوا ولاتبكوا على اللبن المسكوب
فباستطاعتكم ان تفعلوا الكثير, فماعليكم الا ان تفتحوا نوافذ عقولكم, وتتأكدوا بانكم تستطيعون التغيير الى الافضل ,
فانتم قادة الغد, وانتم سند الامة , فعليكم ان ترتقوا بأنفسكم, وتواصلوا نهج الثقافة والمعرفة , واذا اصبح هذا ديدنكم دائما
فسيتجه العالم الى غد افضل واجمل , بحضوركم وتألقكم في سموات المعرفة الخالصة.
قال الشاعر
شباب الجيل للإسلام عودوا    ............  فأنتم روحه وبكم يسودوا
وانتم سر نهضته قديما.        ...........  وانتم فجره الزاهي الجديد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رثاء عن الراحل معيض سعدون العتيبي رحمه الله

قصتي مع مرض السكر! #حمد_الكنتي

ملامح من حياة المرحوم الشيخ احمد اباتي رحمه الله