الاسماء المستعارة لشخصيات مريضة؟



قبل سنوات وتحديدا عندما جاءت الينا الانترنت بداءة تطفوا على السطح قضية الاسماء المستعارة والاقنعة  الواهمة
فتجد الكثير من الناس يتخفون خلف تلك الاجهزة  ويثيرون الكثير من القضايا ويلبسون ثيابا غير ثيابهم ويعيشون بذالك سنوات عديدة معتقدين بانهم وفقوا الى الصواب ونالوا درجة التفوق في ذالك.
واصبحنا نسمع الكثير من القصص المثيرة للغرابة فتجد ان طفلا استطاع وفق شخصيته المستعارة ان يستدرج امرأة بعمر امه! او تجد بنتا بعمر العشر سنوات استطاعت ان تستدرج رجلا بعمر ابيها ! وهكذا دواليك.
فتجد الكثير من هؤلاء المستعارين يضعون اسماء رنانة وصورا جذابة ويقومون وبقوة النسخ واللصق في نقل المواضيع دون ذكر اصحابها ! وتجدهم يجيدون التعليق والحوار وفق جموح انتصارهم في قضية النسخ واللصق ! صانعين بذالك مجدا زائفا لهم.
والمشكلة الكبرى عندما ترى احدهم معاينة عندها ستكون الفضيحة الكبرى وستظهر الحقيقة المؤلمة  التي ستشعرك مباشرة وبدون مقدمات بالصدمة فهل هذا الذي كنت تراه كل صباح ومساء متألقا في عالمه الافتراضي  ضائعا في حقيقته الواقعية .
والسؤال الذي يدور بخلدي دائما لماذا يفكرون هكذا ولماذا يتسابقون ليكونوا ضياء في عالم الوهم وظلاما وتقهقرا في عالم الحقيقة التي وبلا شك لا مناص منها .
وكما يقول المثل الشعبي (الكذب حبله قصير) فستظهر  ياهذا على حقيقتك طال الزمن ام قصر !!
وانا بدوري اعتقد ان مثل هذه التصرفات تنبع من شخص فشل في مجتمعه ولم يحقق شيئا, او انه لم يجد من اهله سوى التحطيم , فبدأ يبحث عن ذاته وكان المصير اسما مستعارا وصورة جذابة  يندس بها خلف تلك الشاشات الصغيرة
ويبدأ بصناعة مجتمعه الخاص, وحينها يبدأ بتحقيق ذاته وكأنه يبني بيتا من ورق , متوهما بذالك نجاحا, وأنى له ذالك
وإن اعتقد انه انتصر , فتلك حتما حياة واهية , لا تليق بمعنى الانسانية , وحقيقة الحياة.
ولذالك عندما جاءت  الينا الانترنت انتشرت الكثير من الدراسات وسادت الكثير من التقارير الاخبارية حينها بان اكثر من يستخدم الانترنت هم عبارة عن مرضى نفسيين , ومعتوهين , ومدمنين , الى اخر ذالك من اوصاف سيئة واعتقد ان تلك التقارير او الدراسات سببها الخوف من الجديد, وايضا نتيجة استخدام الكثير من الناس للأسماء المستعارة في اتجاهات سلبية واهمة.
ومن ادمن ذالك الوهم سيصاب حتما بانفصام في الشخصية وبالتالي سيضيع بين اتجاهين احدهما كذبة كبرى والاخر حقيقة واهية ومابينهما ستضيع تلك الذات في ظلمات الوهم  وغيابة الكذب.
والنبي صلى الله عليه وسلم حذر من النفاق ونهى عن الكذب ووضح منهج المسلم في حياته ونهاه عن ظلم نفسه وظلم غيره وامره بالاندماج السليم في مجتمعه وهيئا له سبل المشاركة في تنمية ذاته وتطوير بيئته وهذا لا يتأتى الا بالتواجد الجميل في المجتمع والمشاركة الراقية في نهضة الامة  بمجتمعات سليمة من اوبئة النفاق وسوداوية الكذب وزيف الوهم.
وعلى من ابتلي بذالك ان يغير من نفسه ويعود لثوبه وينمي من نفسه وذاته بكل تفاصيل المعرفة وبكل طرائق الثقافة
وسيصل بأذن الله .
وكما قالوا من سار على الدرب وصل , وانت ستصل بأذن الله , عليك ان تمضي وتترك يد الله تعمل في الخفاء.
حكمة المقال:
لا تنافق وستصل لأكبر مراحل السعادة الا وهي الرضا(حمد الكنتي)

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رثاء عن الراحل معيض سعدون العتيبي رحمه الله

قصتي مع مرض السكر! #حمد_الكنتي

ملامح من حياة المرحوم الشيخ احمد اباتي رحمه الله