الغلو في الدين !

الغلو في الدين ترفضه جميع الاديان كان ختامها الدين الاسلامي الذي جاء وسطا فلا افراط فيه ولا تفريط يتعاطى مع الانسان وفق تركيبته الانسانية وقصوره البشري تحت اطار ( ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به ) .
الغلو بدعة ابتكرها ذوو القلوب السود الذين لا يعون شيئا في هذه الحياة سوى التشدد والهمجية والتكفير والتفجير فهم يشتركون في ذات الفكرة المقيتة ويختلفون في اساليبهم النتنة باختلاف الزمن والوسيلة والمكان !
لا تعرف سماحة الاسلام الحقيقية غلوا ولا يعرف ذوو العقول ضيقا فالإسلام جاء بالانفتاح على الاخر جاء بالوسطية لا الغلو جاء بالسلام لا الصراع جاء بالبناء لا الهدم جاء بكل شيء جميل ورفض كل شيء قبيح كيفما وهو دين النور الذي يبدد ظلام الجهل ويضيء ظلمات الرؤوس المتحجرة الضيقة .
الغلو اداة هدم فكل من يعيش الغلو هو هادم لنفسه قبل الاخرين يضر دينه وهم يعتقد غباء انه يخدمه يضر وطنه واخوانه بأوهامه الضالة ومساعيه السالفة يقطع ولا يصل يضل ولا يهدي يغرر ويغرر به يسلم عقله لباعة الوهم وحينها لا يسلم منه احد لأنه يبقى  كتلة من الاذى تسير على وجه الارض وعندئذ لا يسلم منه احد ! فيمرق من الدين كما يمرق السهم من الرمية !
الغلو يدمر المجتمعات ويهلك الحرث والنسل ، لا يبقي في الارض شيئا فهو يهدم الصوامع ويفجر المساجد ويدمر دور العبادة ويؤذي البشرية بفكرة واحدة ضلت طريقها لتضله معها فيهوي من خلالها في جهنم وبئس المصير  .
الغلو انعكاس لقلوب شريرة ومرآة لنفوس عامرة بالحقد ، وصورة من دمار تضر البشر ، وخبر مقيت يقتل الاطفال ويضر بالأجيال ، فهو نبتة حمقاء ينبغي اجتثاثها وهو فكرة ضالة علينا محاربتها ، وهو منهج خاطئ علينا تعديله ، وهو بذرة شر علينا ازالتها للابد .
الغلو والوسطية لا يشتركان .. الغلو والحب لا يختلطان .. الغلو والسماحة لا يلتقيان .. الغلو والتسامح لا يتعانقان .. الغلو والاسلام لا يتعارفان .. الغلو ومنهج محمد صلى الله عليه وسلم متباينان .. الغلو والخلق الرفيع متحاربان .. الغلو والفضيلة لا ولن يشتركان لان الغلو عدو الدين وكل الاديان .. لان الغلو عدو الانسانية والانسان .. لان الغلو لا يقبل به عاقل من انس ولا جان .

بقلم : حمد الكنتي 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رثاء عن الراحل معيض سعدون العتيبي رحمه الله

قصتي مع مرض السكر! #حمد_الكنتي

ملامح من حياة المرحوم الشيخ احمد اباتي رحمه الله