قناعات مختلفة !


هز القناعة وثباتها ! 1 /2
لو لاحظت في حياتك ، وتأملت من حولك ، فانك سترى بانه يمكنك ان تؤثر على الناس في أشياء كثيرة ، بعضها سطحي ، والاخر جوهري ، ولكن هنالك قناعات عميقة ، ومتأصلة لا تستطيع اطلاقا ان تزحزحها من مكانها ، ولكن ربما تهزها ، لتوقد فيها نار التغيير .
يصارع الناس ربما بشكل كبير تجاه قناعاتهم ، ولا يهمهم هي صحيحة ام لا ، المهم  عندهم هو انهم يظلون ثابتين على تلك القناعات ، ولسان حالهم ( من لا يؤمن لا يقف على ارض صلبة !  ) .
 ربما جئت الى احدهم ، وكان هادئا ، ومستمتعا ، ولكن بمجرد ان تطرق حدود قناعاته الحمراء ، فانه مباشرة سيتحول الى شخصية عنيفة ! وتتحول حينها بسمته الى غضب ، وتلقائيته الى قلق ، وذاكرته الى جيوش من الادلة الصحيحة ، وغير الصحيحة ، ليثبت لك انه هو الصواب ،  وانك انت محض الخطيئة الكبرى ! .
احيانا اسافر بشكل عميق ، وانا انظر الى اثنين يتخاصمان بشدة على قناعة معينة ، وكل منهم يريد ان يثبت للآخر انه هو الحقيقة المطلقة ! فأقول في نفسي : يا ترى .. هل هذا الصراع لأجل الصواب ؟ ام لأجل انا تصرخ في الاعماق ؟ وتقاتل لكي تكون هي الفائزة ، في كسب هذا الموقف !؟ .
بعضهم يخرج بك عن محور القناعة التي اتفقتم على الحديث حولها ، لكي يهرب بك بعيدا عن الاقتراب من حائط عقله ، الذي يريده ان يبقى ثابتاً ، ولا تهزّه ريح افكارك ! حينها تشعر بان هذه معركة للبقاء ! .
وهنالك من يُجن عندما يراك صامتا تجاه صراع بعض القناعات ، وربما صرخ في وجهك ، وقال لك متذمرا : انهم يقولون كذا وكذا ، وانت ساكت ! مثل هذا يستحق الشفقة ، فليس هنالك اجبار على من لا يريد ان يدخل في صراع قناعات لا شأن لها ،  او على الاقل هكذا هو يعتقد ! .
حكمة المقال :
قال تعالى (  انك لا تهدي من احببت )  .
.................................................................................
هز القناعات وثباتها !  2/2
اعتقد أنه من الممتع دائما ان تنفرد بشخص ، ويكون ذهنك صافيا لتغيير بعض قناعاته ، وتتحدث معه بكل هدوء ، وفي النهاية تطرح عليه بعض الاسئلة المركزة حول قناعاته - ولو كانت منبثقة من اجاباته فإنها ستكون افضل - لأن هذا سيؤثر فيه ، وسيجعله يعود الى نفسه ، ويتغير تلقائيا بدون اجبار ، او صراخ  .
احيانا يغضب منك احدهم ، اذا قلت بانك تحترم رأي فلان ، لأن رأيه يخالف قناعاته .. ولكن الملفت ان الكثير ممن يتحاورون غالبا ما يغضبون اذا كنت تتحدث معهم بشكل هادئ ، حتى اصبح بعضهم يغضب اذا قلت ( أنا احترم رأيك !! )  .
غالبا اشعر بانني اصبحت اميل الى السماع ، واتأمل وأنا  أرى الناس يعيشون في شد ، وجذب  حول قناعاتهم ، وكأنهم اذا فقدوا بعض قناعاتهم ، فقدوا الحياة !!
بعضهم يشعرك بان الامر يتعلق بالفزعة ، والمساعدة ، وانك اذا لم تدخل معه في هذا النقاش – حتى لو كان سطحيا – فانت خائن للعشرة ! وأنت صديق يستحق التوبيخ والقطيعة !
وهنالك من يخشى على قناعاته كخشيته من الموت ، او اشد خشية ، فيحارب عنها ، ويناضل حتى لو وصل به الامر الى السب ، والشتم ، والتشكيك في النوايا ، واتهام الضمائر .. وكل هذه الخطايا ، والموبقات لأجل ان يُثبت ان قناعته هي الصحيحة !
ايضا .. بعضهم يأتيك وهو مُحمل بالقناعات الصحيحة ، والخاطئة ، ويريد ان يُكرمك بشيء منها ، واذا لم تعطيه من وقتك ، ربما اتهمك بالتكبر ، او وصفك بأوصاف يرى هو ان اصحابها هم قادة الضلال ، ورموز الخطيئة !
حكمة المقال :
ساعة تأمل افضل من صراعات قناعات غير مفيد ( حمد )
كتبه : حمد عبد العزيز الكنتي



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رثاء عن الراحل معيض سعدون العتيبي رحمه الله

قصتي مع مرض السكر! #حمد_الكنتي

ملامح من حياة المرحوم الشيخ احمد اباتي رحمه الله