صداقة عابرة !

صداقة عابرة ! 1 / 2
عالم الصداقة عالم واسع جدا ، يختلف الناس فيه اختلافا كثيرا ، وهذا الاختلاف على كافة الاصعدة .. فهنالك من لديه ضبابية في مفهوم الصداقة ، فلا يفرق بين الصديق الخليل الحقيقي ، وبين الصداقة العابرة .. وبعضهم همه ان يصادق فحسب ، دون ان يضع شروط لهذه الصداقة ! فتجد انه لاحقا يجني الكثير من المشكلات ، بسبب ان قائمة اصدقائه تحوي الحسن والسيء ، ومن هو وهم اصلا ! ولا ينتمي للصداقة بصلة !
والاغرب من هذا وذاك ، ذلك الشخص الذي قد يصاحب في فترة عمرية معينة بعض الاصدقاء ، كأن يجتمع معهم في عمل ، او دراسة ، ثم يظن ان فراقهم هو الخطيئة الكبرى ، والخيانة التي لا تغفر ! وبالتالي يظل معهم ، حتى لو اعاقوه عن نجاحات كان يستطيع تحقيقها ! او اسواء من ذلك كله ، وهو ان يدرجوه في منزلق المخدرات ، او في سفاسف الامور ، وبعد ان يمر الزمن يكتشف بانه اصبح على هامش الحياة  .
وهنالك من يخاف ان يُتهم بالغرور ، او التكبر اذا ترك اؤلاءك الاصدقاء الذين لا يضيفون له شيئا في حياته ، فيظل يجاملهم على حساب نفسه ، واولوياته ، حتى تضيع منه الحياة ! وكما تقول القاعدة التخطيطية : ( اذا لم تُخطط ليومك .. فستكون من ضمن خطط الاخرين ! ) .
وبعضهم يكتفي في علاقاته مع الموظفين في العمل بوقت العمل فقط ، فاذا خرج من العمل لا يلتقي بهم .. وهناك من يقيم العلاقات على المستوى العمري ، فعلاقاته في الثانوية ، تختلف عن الجامعة .. وعلاقته في العمل ، تختلف عن علاقته بجيرانه ، وهكذا ، هو في كل عمر له صديق جديد ، وفي كل بيئة له صاحب متجدد  .
حكمة المقال : ليس كل من لقيته مرة ... اصبح صديقا لك !
كتبه : حمد عبد العزيز الكنتي
...................................

صداقة عابرة ! 2/2
على الانسان ان يعرف بانه ليس ملزما على احد وليس مجبرا على صديق قد مرّ به في عمر معين او مرحلة دراسية سابقة ان يلتصق به مدى الحياة !
فالصديق هو الذي يرتاح له القلب ويضيف للإنسان في حياته فاذا لم يكن القلب قد ارتاح لهذا الصديق وكانت هذه علاقة عابرة او ان هذا الشخص سيؤثر سلبا على الانسان في حياته وانجازاته فلا مرحبا ولا اهلا به ويستطيع حينها الانسان ان يتخلص منه بسهولة لأنه يشكل حاجز اعاقة يحول دون اقامة حياة مليئة بالإنجازات المثمرة  .
وعالم الصداقات اصلا عالم غريب اذ سبق لي ان كتبت هذه العبارة ( يزاحموننا في الحياة ولكننا لا نراهم ! ) وقصدي من هذه العبارة هو ان الصديق اختياره صعب جدا فهو رزق رباني من الله فاذا اكرمك الله بصديق كان بينكم انسجام في اشياء كثيرة حتى لو اختلفت معه في اشياء اخرى الا ان قلبك يحبه وارواحكم تلاقت فهذه نعمة كبرى ولكننا في الغالب لا نجد هذا فهو نادر جدا رغم زحمة الناس وضجيجهم من حولنا  !
ولقد كتبت سابقا عدة مقالات عن العلاقات وذكرت فيها ان بعض العلاقات تستمر بالبعد وبعضها تنموا بالقرب والمهم في هذا كله الاحترام والتقدير وتمني الخير للجميع وحتى ان لم يجد الصديق صديقه جسدا دعا له بظهر الغيب فالتقاء الارواح اسمى من التقاء الاجساد خصوصا ان بعض الاشخاص البعد منهم هو الذي يزيد العلاقة نموا واستمرارية وبهجة  .
حكمة المقال : صديق واحد يرتقي بي خير لي من مليون شخص !

كتبه :  حمد عبد العزيز الكنتي 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رثاء عن الراحل معيض سعدون العتيبي رحمه الله

قصتي مع مرض السكر! #حمد_الكنتي

ملامح من حياة المرحوم الشيخ احمد اباتي رحمه الله