بوح حان وقته

وأثناء خطواتنا في الحياة نجد الكثير من الحكايات التي ترويها لنا وجوه العابرين على طرقات الامل .
حكايات لها متعة لا متناهية وخصوصا عندما تسترق النظرة لوهلة الى قائلها فتجد الدمعة على عيناه او تجد البسمة على شفتاه او تجده يروي لك بطولاته ويصمت فجأة وينظر الى المدى فترى في عينه سفر السنين وتلمح فيها جنون  لحظات الذكرى .
وتجد البعض يحكي لك بحماس رواياته القديمة ، ومن شدة صدقه في تلك الحكايات تجدك بدأت تعيش معه تلك الاجواء الجميلة ، وتشعر بأنه يرى تلك الليالي في تلك اللحظة ، بل وتشعر بأنه يشتم تلك الروائح العتيقة حيث تشعر بأن الذكرى تسكنه وتزفه الاشواق للماضي الفريد ، حقا .. في تلك اللحظة لا تملك إلا ان تقول هنيئا لمن يقفون في الطرقات يبحثون عن تاكسي عابرة ليخرجون منها ببوح حان وقته ، وكان لهم الظفر بروعة تلك الاحاديث الرائعة  فالذكرى الجميلة لا تخفى والقلوب المحبة لا تنسى جمال الحياة حتى لو كانت تعيش الان  في حاضر مؤلم .
حكايات تروى لك حول كوب من الشاي ، وفي  مقهى عابر وسط مساء ساخن ورطوبة عالية ورغم هذه الظروف الصعبة تجد نفسك في لذة لا متناهية وفرحة لا يساويها شيء من متعة ما ترى وصدق ما تسمع .
اشعر بان كل شيء مقسم حتى البوح مقسم فتجد انه اذا حان وقته لابد ان يخرج في مقهى او تاكسي او وسط مكان انتظار في مستشفى ، او حتى في بقاله عابرة ، او محطة بنزين ، او في أي مكان .. وإذا خرج هذا  البوح فقد يكون لصديق ، او قريب ، او حتى غريب .. ويا لغرابتنا .. فمع الغرباء قد نبوح لهم اكثر مما نبوح للأقارب والأصدقاء ، ومقياس ذلك البوح يكمن في راحة القلوب لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( الارواح جنود مجندة ما تآلف منها أأتلف وما تنافر منها اختلف ) فهي ارواح تلاقت وساهم تلاقيها في خروج بوح حان وقته .


كتبه : حمد عبد العزيز الكنتي 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رثاء عن الراحل معيض سعدون العتيبي رحمه الله

قصتي مع مرض السكر! #حمد_الكنتي

ملامح من حياة المرحوم الشيخ احمد اباتي رحمه الله