سطحية !

هنالك الكثير من الناس لا يستطيعون السفر خلف المعاني والغوص في عمق الامور فتجدهم يتناولون كل شيء بنظرة سطحية لا تؤدي الى الهدف المأمول ولا تجعل الحياة اكثر متعة وجمالا .
لو لم يكن لكل شيء ابعاده في الحياة لما كنا امرنا بالتأمل فيما حولنا ، والتبصر في حياتنا ، وقراءة انفسنا ، لكي نصل الى الوعي الكامل بكل ما نقوله ونفعله ، عندها فقط سنبتعد عن الغفلة التي نهينا عنها ، وكما يقول د علي شراب ( الاسلام دين الوعي والعمق والتأمل ) .
عندما تريد فلسفة الامور والنظر اليها بشكل عميق ، وسبر اغوارها عبر الاسئلة العميقة تجد ان الكثير من ظل في غياهب السطحية ينظر اليك باستغراب وتعجب وربما لأنه لا يريد ان يعي المعاني الكبرى للحياة تجده يكيل لك كلمات النقص وعبارات النقد لأنه لا يرى الحياة إلا من زاوية قاصرة وكما قال الصينيون قديما ( كيف يعرف السنونو طموحات الاوز ) .
في قصة العمق يحضرني حديث نبوي جميل قال النبي صلى الله عليه وسلم للصحابي حارثة ( كيف اصبحت ) فقال له حارثة ( اصبحت بالله مؤمنا ) فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ( ان لكل قول حقيقة فما حقيقة ما تقول ) فقال حارثة ( اصبحت ارى عرش الله بارزا ، وأصبحت ارى اهل الجنة يتزاورن فيها ، وأصبحت ارى اهل النار يتعاوون فيها ) فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ( الان يا حارثة عرفت فألزم ) انظروا الى جمال هذا العمق وروعة هذا التأمل ، حقا .. هنا تكون الحياة  .
جميل ان تنظر الى عمق الاشياء ، جميل ان تكون عميقا في كل شيء ، عندها ستجد لذة في عبادتك وفي معاملاتك وفي كل شئون حياتك ، والأجمل ان يكون شعار حياتك لا مكان للسطحية في حياتي .
حكمة المقال :
اذا لم تفهم الاخرين لا تعجل بانتقادهم فقد تكون سطحيتك هي سبب جهلك .
كتبه : حمد عبد العزيز الكنتي



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رثاء عن الراحل معيض سعدون العتيبي رحمه الله

قصتي مع مرض السكر! #حمد_الكنتي

ملامح من حياة المرحوم الشيخ احمد اباتي رحمه الله