روح السلام




روح السلام
تأملت حالنا اليوم فوجدت بان القلق يغشانا والسلام غادرنا والبعد يأسرنا والحب يبغضنا والخوف داهمنا والزمن يدلهم من حولنا .. فتسائلت هل نحن نعيش سلاما حقا .. فوجدت بان السلام ينبغي ان تكون انطلاقته من عمقنا قبل ان يبدد شذاه على تلك الوجوه الحائرة التي تدور عيونها من حولنا ..
سرحت وانا اقراء هذا الحديث النبوي (من اصبح آمنا في سربه معافا في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بأسرها .. وفي رواية بحذافيرها ) فهذا منهج نبوي مبسط للتعاطي مع هذه الحياة برمتها وببساطتها فكأني به صلى الله عليه وسلم يشير الى بساطة هذه الدنيا وسهولة نيل رتبة السلام فيها ..
وتتجسد لغة السلام في علاقاتنا بالاخرين  ومحبتنا لهم تامل هذه الاية : ( والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم )
فهل نحن نحقق ابجديات السلام في تعاطينا  مع الاخرين ونتمنى لهم ان يعيشوا في سلام ..
ونبينا صلى الله عليه وسلم وضع لنا اسس التعامل مع الاخرين بسلام فانظر ماذا يقول عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تقاطعوا وكونوا عباد الله إخواناً ، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ) متفق عليه
فهذه الاسس العميقة لو تتبعناها وعملنا بها وامتثلناها حق الامتثال لعشنا في سلام دائم ورضا مستفيض ..
والسلام تنشده جميع الشعوب ويقره الاسلام بين جميع الاديان حيث يقول الله عزوجل قال الله تعالى : (لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ)
فهذه الاية تدل على اهمية نشر السلام بين الناس كافة وتنوه بأهميته ..(ولم يستثن منه الا المحاربين ) بل قال عنهم ( وان جنحوا للسلم فاجنح لها )
 يجب أن نتذكر دائما قوله تعالى {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}(34) سورة فصلت. هذا هو المجتمع الفاضل الذي ينشده الإسلام، مجتمع ود، ومروءة، وخير، وفضل، وإحسان.. مجتمع متماسك البنيان متوحد الصفوف، والأهداف، فقلة الحلم وكثرة الغضب آفتان اثنتان، إذا استشرتا في مجتمع ما قوضتا بنيانه، وهدمتا أركانه، وقادتا المجتمع إلى هوة ساحقة، وقطعت أواصر المحبة والألفة التي بين أفراده، وفي هذا دليل على أثر العفو والصفح عن الإساءة على المسلم والمجتمع وهذه دعوة مثلى للسلام ..
اذن السلام بيننا والسعادة فينا والحب ينثر شذاه من حولنا والمحبة تغني لنا والافراح ضيغت من اجلنا هنيئا لنا ..


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رثاء عن الراحل معيض سعدون العتيبي رحمه الله

قصتي مع مرض السكر! #حمد_الكنتي

ملامح من حياة المرحوم الشيخ احمد اباتي رحمه الله