براءة طفل



تأملت احوال الناس فوجدتهم يزأرون في غياهب الظلام وتدور رحاهم حول لغة من الحطام القديم ..
فقلت لنفسي لماذا هذا التحطيم فالطفل وليدا ليكون خليفة للرحمن الرحيم وهو يقتات على كلمات تتقوقع في الجحيم ..
هل هذا اصبح امرا حتمي يتوارثه الاجيال وكأنها جاهلية عمياء لسانها انا وجدنا ابائنا على امة وانا على آثارهم مهتدون
لماذا فالطفل بريء والامة تجمع على اسقاطه على اخفائه على الغائه سموها ما شئتم فهو يقتل في مهده حتى الان ..
وتنتظرون منه بيان وان يقود الربان كيف له ان يكون كيان وهو يفتقد لأبسط ابجديات بناء الانسان ..
صدقوني هذه فلسفة مطردة تفقد معانيها تجاه تلك المجتمعات التي تلمع براقة وتزهو براءة بروحهم الطفولية الرائدة ..
يقرؤون في الصباح حديث (ياابا عمير ما فعل النغير ) وفي المساء يمتثلون سياسة (لي عشر من الولد ما قبلت احدا منهم )
لسان حالهم ماذا نفعل ان نزع الله من قلوبنا الرحمة ..
في تعاملنا مع الاطفال اين نحن من سيرته صلى الله عليه وسلم هل نحن نمتثلها في تربيتنا لابنائنا والعناية بهم
وتنمية قدراتهم والشد من هممهم والرفع من قدرهم ليتربوا في بيئة ممتلئة ثقة ومتوهجة حيوية ومرتوية عطاء ومحبة ..
فهذه نماذج من حياته صلى الله عليه وسلم يقول   عمر بن أبي سلمة قال: كنت غلامًا في حجر رسول الله ، وكانت يدي تطيش في الصحفة، فقال لي رسول الله : (يا غلام، سمِّ الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك) ولما أراد الحسين أن يأكل تمرة من تمر الصدقة قال له الرسول : (كخ كخ، أما علمت أنا لا تحل لنا الصدقة) فهنا تلاحظون بانه صلى الله عليه وسلم بين له السبب فهل نرى في حياتنا تبين اسباب المنع للأطفال اتمنى ذالك ..
وهذه صورة اخرى من تعامله صلى الله عليه وسلم مع الاطفال يقول أبو هريرة رضي الله عنه: سمعت أذناي هاتان وبصر عيناي هاتان رسول الله أخذ بيديه جميعًا بكفي الحسن أو الحسين، وقدماه على قدم رسول الله ، ورسول الله يقول: (ارقه ارقه)، قال: فرقى الغلام حتى وضع قدميه على صدر رسول الله ، ثم قال رسول الله : (افتح فاك) ثم قبله، ثم قال: (اللهم أحبه فإني أحبّه) تأملوا هذه الروعة وهذا التواضع وهذا المنهج التربوي القويم ..
وفي هذه الصورة يتبين منهجه صلى الله عليه وسلم في تعليم الاطفال وتنوير الغلمان يقول عبدالله بن عباس - كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما قال يا غلام ، إني أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، ( رفعت الأقلام وجفت الصحف ) وتوفي النبي صلى الله عليه وسلم وعمر عبدالله ابن عباس خمسة عشر سنة ..
فهذه هي حياته صلى الله عليه وسلم برغم الجهاد وبرغم القيادة النبوية وبناء الدولة وترسيخ الدين وتعزيز الامن
وغيرها كثير مما يملاء يومه صلى الله عليه وسلم الا انه وكما تلاحظون من سيرته العطرة انه كان يعطي وقتا للأطفال
ويلاعبهم ويداعبهم ويملاء عليهم الكون نورا  ويعزز فيهم الثقة .. ويضفي عليهم الفرح ويهب لهم السعادة والمرح..
فالطفولة براءة ونقاء وانسانية تمتلئ حبا وصفاء ونظرات بيضاء فالوقت لها في الصباح وفي المساء ..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رثاء عن الراحل معيض سعدون العتيبي رحمه الله

قصتي مع مرض السكر! #حمد_الكنتي

ملامح من حياة المرحوم الشيخ احمد اباتي رحمه الله